الوكيل الإخباري - مع قرب انتهاء شهر رمضان بأيامه ولياليه الفضيلة، إلا أن الناس يعودون بذاكرتهم الى أعوام مضت كان مدفع رمضان في قلعة الكرك أحد طقوس وعلامات الشهر الفضيل كما في باقي مدن المملكة.
ويشير مواطنون كذلك الى اختفاء المسحراتي الذي كانت مهمته تتعلق بايقاظ الناس للسحور بواسطة طبلته وغنائه.
وحول هذه المظاهر الرمضانية الجميلة التي كانت تسود بالكرك والتي اختفت مع حلول التكنولوجيا قال الباحث نايف النوايسة "منذ العصر الأول للاسلام ومظاهر رمضان موجودة ولكنها في عصرنا الحديث أخذت شكلا آخر مثل مدفع رمضان والمسحراتي".
وحول تاريخ مدفع رمضان قال النوايسة، انه ابتدأ من مصر وكان اسمه مدفع الحاجة فاطمة وسبب التسمية أن جنودا في زمن الخديوي اسماعيل في القرن التاسع عشر كانوا ينظفون أحد المدافع لحظة الافطار في رمضان فانطلقت قذيفة بالخطأ وكان المدفع في جبل القلعة في القاهرة فأراد القائد أن يعاقب الجنود فذهب بعض الجنود إلى الحاجة فاطمة ابنة الخديوي وكانت امرأة صالحة وشرحوا لها ما حصل، فكان رأيها الثاقب أن عفت عن الجنود بعد أن أعجبها تنبيه الصائمين للإفطار عن طريق المدفع فعممت بأن يكون إطلاق القذيفة تقليدا يشمل كل المدن طيلة شهر رمضان.
واضاف، ظل هذا المدفع لفترة اسمه مدفع الحاجة فاطمة ومع الزمن تلاشى اسم الحاجة فاطمة ليحل محله اسم مدفع رمضان.
وبخصوص المدفع الموجود بالكرك اشار النوايسه الى انه كان مثبتا في الجهة الشمالية للقلعة منذ فترة زمنية طويلة ويشرف عليه شيخ حجازي الذي كان يرفع الأذان في الجامع الحميدي اسمه العم يوسف، وكان من مهامه الإشراف على مدفع رمضان إلى أن توفاه الله.
وكان معظم أبناء الكرك يسمعون صوت المدفع من مسافة 30كيلومترا وتنطلق قذيقة المدفع في ثلاث توقيتات (الافطار وبدء السحور والرفعة أي الكف عن الأكل).
وأشار النوايسة الى شيوع ظاهرة المسحراتي طيلة شهر رمضان وهو الشخص الذي كان يحمل طبلته ويتجول في الحارات وينبه الناس ليستيقظوا ليتناولوا ما تيسر لهم من الطعام وكان ينادي (يا نايم وحد الدايم، يا مسلمين قوموا إلى سحوركم، ويقول (وحدوووه لا إله إلا هو)، وهناك نداءات كثيرة حسب المنطقة التي يتجول فيها المسحراتي وغالبا ما كان يدعى من قبل بعض العائلات لتناول السحور معهم أو الاحتماء من المطر إذا وافق رمضان فصل الشتاء.
من جانبه أشار الباحث وضاح المحادين الى أنه مع حلول وسائل الإعلام الحديثة لم يتبق من مدفع رمضان إلا ذكراه حين كان ينتظره الناس وهم متحلقون حول مائدتهم بانتظار دويه الذي يعني أن موعد الإفطار حان.
واضاف، كنا نرقب الحاج علي وهو خبير مفرقعات وهو يحذر الأطفال من الاقتراب منه أثناء انشغاله بحشو فوهة مدفع قديم مثبتة على واجهة القلعة بكمية من حبيبات سوداء ناعمة وثم كمية كبيرة من لفائف القماش في داخل الفوهة منتظراً موعد المغرب ليشعل فتيلة انطلاق المدفع، فيما أعين الفتيان من حوله مزهوة مبهورة وغير مصدقة أنها تمكنت من حضور إطلاق المدفع شخصياً لتنطلق صرخة الفرح من الاطفال بحجم قوة مدفع رمضان لاهثين الى بيوتهم لينضموا الى أهليهم على مائدة الافطار.
مدفع رمضان والحاج يوسف الحجازي والعم علي والمسحراتي وحياة وطيبة وتسامح.. كل هذا لم يبق منه سوى الذكريات يستعيدها الكركيون في مواجهة زحمة الفضاء الالكتروني والتوسع العمراني والزيادة السكانية.
-
أخبار متعلقة
-
فيديو يكشف قيام أحد المنتفعين المسنين بحريق الدار
-
الأمن يلقي القبض على قاتل أحد المواطنين في إربد
-
عجلون: 10ملايين دينار لتحسين شبكات المياه
-
التنمية الاجتماعية: مغادرة 23 مصابا بحريق دار مسنين المستشفى
-
مدير مستشفيات البشير: خروج 12 مسنا والحالات الأخرى قيد التقييم
-
بتوجيهات ملكية.. العيسوي يطمئن على مصابي حادثة حريق دار الضيافة للمسنين
-
بيان صادر عن مديرية الأمن العام
-
السفير العضايلة ووزير السياحة المصري يبحثان تعزيز التعاون السياحي المشترك