الوكيل الإخباري - تتجسد أروع معاني التكافل والتعاضد بين أبناء المجتمع الأردني، وبخاصة خلال شهر رمضان المبارك، حيث يتسابق أهل الخير إلى تعزيز أواصر الرحمة والتراحم والخير والمحبة بينهم وبين الضيوف المقيمين على أرض المملكة.
شهادة قدَّمها مقيم عربي من الشَّقيقة ليبيا، يروي بها مواقف رافقته خلال أيَّام الشَّهر الفضيل دلَّت على أنَّ المعروف لا يضيع عند الأردنيين، وأنَّ الكرم والنخوة والأصالة صفة متأصلة قولًا وفعلًا عند الأردنيين النَّشامى.
وقال المواطن الليبي المقيم في الأردن منذ خمس سنوات الدكتور إبراهيم، إنَّه كان يقف بسيارته ذات اللوحة العربية على إحدى إشارات منطقة أبو نصير غرب العاصمة عمَّان، حيث توقف بجانبه أحد الأردنيين واستحلفه بالله أن يكون إفطاره لذلك اليوم في بيته.
ويضيف، أنَّه ألح بشدة على أن يفطر عنده لكنه اعتذر منه وشكره على كل هذه الحفاوة غير الغريبة على هذا البلد الذي فتح أبوابه مشرعة لكل من قصده منذ أكثر من مئة عام.
وأكد، أن هذه ليست المرة الأولى التي يغمره فيها الفضلاء الأردنيين بكرمهم، لكنَّ هذا الموقف جاء من شخص أردني لا تربطه به علاقة إلا لوحة سيارته التي هيجت بين جنبيه الحنين إلى ليبيا والتي يُجمِع كل من عاش فيها على حفاوة أهلها بالغريب المقيم كحال شقيقتها الأردن.
ودعا إبراهيم ربَّه بأن يحفظ الأردن قيادة وشعباً أرضاً وسماءً وأن يديم عليها نعمة الأمن والرخاء والازدهار جزاء لها بكل ما تقدِّمه للعرب والمسلمين من مواقف.
وتفاجأ ثمانية مواطنين أردنيين اجتمعوا على الإفطار يوم التاسع عشر من شهر رمضان المبارك في أحد مطاعم العاصمة عمَّان عند طلبهم فاتورتهم من صاحب المطعم لدفع ثمن إفطارهم بأنَّ مسيحيًا أردنيًا اسمه صفى قد دفع الحساب عنهم جميعًا.
وتسود مظاهر التَّكافل والتَّراحم بين أفراد المجتمع الأردني والتي من بينها ظاهرة السَّبيل التي انتشرت في محافظات المملكة كافة وأشهرها سبيل معان والمفرق وصويلح، وفيها يقدِّم أردنيون طعام الإفطار لكل عابر سبيل أو طريق ولكل محتاج وغير محتاج.
ويتفقد كثير من الأردنيين جيرانهم في الشَّهر الفضيل، ففي بعض قرى محافظة الزَّرقاء يلتزم بعض الأردنيين منذ بداية الشَّهر الكريم بدعوة المقيمين في الأردن على موائد الإفطار وإرسال الطَّعام لهم وحاجياتهم على مدار الشَّهر ولأنَّه عمل خير يبتغون منه مرضاة الله فإنَّهم يرفضون التَّصريح بأسمائهم أو تصوير أفعالهم.
ونظَّمت جامعات أردنية وجهات عديدة موائد إفطار جماعية لطلبة عرب وأجانب يدرسون في الجامعات الرسمية والخاصة في خطوة اعتاد عليها الأردنيون منذ زمن طويل تكفل بدفع قيمتها فاعلو خير وغرف تجارة وصناعة وشركات ومؤسسات خاصة ورسمية.
وتقوم الحكومة، عبر صندوق المعونة الوطنية، وصندوق الزكاة وأذرعها التنفيذية بدراسة حالات العائلات الأردنية وتأمين احتياجاتها في هذا الشهر، وتنشط الجمعيات الخيرية بتفقد أحوال النَّاس وتوجيه عمل الخير لهم.
ويضرب الأردن عبر مئة عام أروع الأمثلة في أن يكون مملكة الإنسانية، يستقبل الجميع ويقدم وفق إمكاناته أقصى ما يستطيع لسكانه من كل الجنسيات.
ويستقبل الأردن الملايين من المقيمين على أرضه من العديد من الجنسيات العربية والأجنبية، وعلى مدار مئة عام لم يغلق حدوده بوجه أي إنسان محتاج للأمن والأمان.
-
أخبار متعلقة
-
وزير الخارجية: رسالتنا أننا نقف إلى جانب الشعب السوري
-
الملك يؤكد أن استقرار سوريا مصلحة استراتيجية للدول العربية وللمنطقة بأسرها
-
الديوان الملكي يعزي عشيرة الحويان
-
المجتمع القبلي والتمكين الأمني للدولة
-
المومني: الإعلام الوطني عامل قوة للدولة
-
انطلاق مهرجان الزيتون والمنتجات الريفية الثاني بالعقبة
-
رئيس الديوان الملكي يلتقي (110) شباب وشابات
-
محمية عجلون.. وجهة ريادية للسياحة البيئية والمغامرة