الإثنين 29-04-2024
الوكيل الاخباري
 

التأثير السلبي لرفع سعر الفائدة الأمريكية

iii

الوكيل الإخباري - مما لا شك فيه أنه يوجد الكثير من التأثيرات السلبية على الدول واقتصادياتها على مستوى العالم بسبب قرار البنك الاحتياطي الفيدرالي فيما يتعلق برفع سعر الفائدة الأمريكية، ومن خلال الأسطر التالية سوف نتحدث عن أهم التأثيرات السلبية بالتفصيل لهذا القرار فلنتابع سويا.

اضافة اعلان


تأثير رفع الفائدة على سعر الدولار الأمريكي، وأسعار السندات
ويعتبر هذا التأثير هو أهم التأثيرات التي حدثت بسبب قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي فيما يخص رفع سعر الفائدة، ويرجع السبب في ذلك أنه من شأن تشديد السياسات النقدية والإداة الرئيسية له والتي تتمثل في رفع سعر الفائدة تزيد من مدى قوة الدولار الأمريكي ونفوذه، والذي يعد العملة الأساسية للتعاملات التجارية العالمية، وذلك من شهر يوليو لعام 1944.


ومن الجدير بالذكر أن رفع سعر الفائدة أدى أيضا إلى حدوث زيادة في عائد السندات التي تقوم ببيعها الحكومة الأمريكية، وذلك من أجل تجميع التمويل اللازم الخاص بالموازنة، وكذلك خطط التحفيز الضخمة، والتي تقدر قيمتها وقيمة عوائدها بمليارات الدولارات في كل اصدار.
علاقة الذهب برفع سعر الفائدة
من أهم الأشياء التي تأثرت بقرار البنك الفيدرالي الاحتياطي الأمريكي بشأن رفع سعر الفائدة الامريكية هو الذهب، حيث يعتبر الذهب هو الملاذ الآمن للكثير من الناس في حالة الأزمات الاقتصادية والحروب التي قد تتعرض لها البلاد في أي وقت، ومثل ما هو حادث في الآونة الأخيرة وبسبب الحرب الروسية الأوكرانية ومدى تأثيرها على اقتصاديات العالم، والتي تسببت في انهيار الاقتصاد العالمي وحدوث زيادة مستمرة في أسعار السلع الغذائية.
ولكن من الجدير بالذكر أنه الذهب رغم أنه يعد ملاذ آمن في الحروب وفي مثل هذه الأزمات إلا أنه لا يحقق ربحا، ولكن الميزة له أنه يحتفظ بقيمته مع مرور الزمن، ولكن بسبب تشديد السياسات النقدية ورفع سعر الفائدة الأمريكية أصبح أيضا شراء السندات ملاذ آمن، هذا بالإضافة إلى أنه يحقق أرباح وهو ما يميزه على الذهب، بالإضافة إلى أن نسبة المخاطرة فيه تكون شبه منعدمة، وهو على عكس شراء الأسهم في أسواقها والتي يوجد فيها نسبة مخاطرة كبيرة.
وبسبب ارتفاع العائد من السندات فإنه تزداد نسبة الفرصة البديلة بالنسبة لمعدن الذهب، ويرجع السبب في ذلك في أن جميع المستثمرين تقريبا يقبلوا على شراء السندات من أجل الاستفادة من العوائد الخاصة بها، ويقلعوا عن شراء المعدن الأصفر.
ومن الجدير بالذكر أن قيمة الذهب يتم تقييمها بالدولار الأمريكي، والذي عند ارتفاع قيمته فإنه قيمة كلفة الذهب تزداد بالطبع، وبالتالي فإن تصبح قيمة الكفلة للأشخاص حاملي الذهب والذين يستثمرون فيه أعلى بكثير من تلك الكلفة لحاملي العملات الآخرى.
ويرجع السبب في ذلك في أن هؤلاء المستثمرين يحتاجوا إلى أكبر قدر ممكن من عملاتهم والتي تفوق التي يمتلكوها من أجل شراء الدولار وذلك من أجل دفع ثمن حيازاتهم لمعدن الذهب، لذلك نجد أن الاقبال على الاستثمار في الذهب يقل كلما زادت قوة نفوذ الدولار الأمريكي.
برميل النفط
سعر النفط مقوم بالدولار الأمريكي مثله مثل عنصر الذهب، لذلك نتيجة تشديد السياسات النقدية والقرارات التي يتخذها البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي فيما يخص رفع سعر الفائدة الأمريكية فإن كلفة النفط ترتفع، وهو الأمر الذي يترتب عليه انسحاب المستثمرين من الاقبال على الاستثمار في النفط، وهو الأمر الذي يترتب عليه حدوث ضغط في الأسعار.
ونتيجة للتأثير السلبي لهذه القرارات فإن الطلب على النفط يتراجع وبالتالي يحدث انخفاض في أسعاره.
القدرة الشرائية
عندما تقوم البنوك المركزية بقرار رفع سعر الفائدة فإنها بذلك تستهدف أمران لا يوجد ثالث لهما، الأمر الأول هو أن يقوم الأشخاص بسحب السيولة النقدية لهم من الأسواق ووضعها في البنك من أجل الاستفادة من رفع سعر الفائدة والعوائد التي تتحقق منها، الأمر الثاني هو تخفيض عملية الاقتراض بسبب ارتفاع سعر الفائدة، ويترتب على كل هذه الأمور انخفاض القوة الشرائية للمستهلكين.
القروض
ومن الجدير بالذكر ومن أهم التأثيرات السلبية لرفع سعر الفائدة الأمريكية هو أن رفع سعر الفائدة يزيد من كلفة الاقتراض، وذلك رغبة في تخصيص مبالغ أكبر من السابق من أجل تحقيق خدمتها ( أقساط وفوائد)، وذلك يكون على حساب الأنشطة الأخرى، سواء كان ذلك بسبب الاستثمار أو الاستهلاك، هذا بالإضافة إلى أنه بسبب ارتفاع كلفة الاقتراض فإن الناس تقل رغبتها في الحصول على قروض جديدة.
النمو والبطالة
بسبب ارتفاع الفائدة ودورها في انخفاض الاستهلاك، هذا بالإضافة إلى حاجة الحكومات وكذلك الشركات والأفراد من أجل تخصيص أموال أكثر من أجل خدمة ديونهم، والعمل على تحجيم اتخاذ قروض جديدة، وبالتالي يحدث تراجع في الاستهلاك، فإنه يوجد معدلات في التباطؤ في النمو، هذا بالإضافة إلى أنه في بعض الحالات قد يحدث وفي ظروف خاصة قد تبدأ الاقتصاديات في دخول مرحلة الانكماش.
والذي يترتب عليه زيادة في نسبة معدل البطالة، هذا بالإضافة إلى أنه يحدث تراجع في باقي المؤشرات المرتبطة بالاقتصاد الكلي، ومن الجدير بالذكر أنه في حالة دخول أي اقتصاد في حالة انكماش لفصلين متتالين أو أكثر فإنه يصاب بحالة من الركود الاقتصادي.
أسواق الأسهم
بسبب بيانات التضخم الأخيرة الحادثة في أمريكا يوجد صدمة في أسواق تداول الاسهم العالمية، ويرجع السبب في ذلك في أنها أدت إلى حدوث تسريع في عملية اتخاذ قرار رفع سعر الفائدة الامريكية، والذي يترتب عليه حدوث ارتفاع في كلفة التمويل لهذه الشركات.
هذا بالإضافة إلى أنه يوجد هناك تأثير سلبي في نشاط هذه الاقتصاديات وحدوث تباطؤ فيها على مستوى العالم بسبب ارتفاع سعر الفائدة. 
الأسعار 
الهدف الأساسي للبنوك المركزية من اتخاذ قرار رفع سعر الفائدة هو كبح معدل التضخم، والذي يترتب عليه حدوث انخفاض في الأسعار، خاصة أسعار المواد الأساسية مثل المواد الغذائية والوقود، ولكن من الجدير بالذكر أن هذا الأمر غير مضمون ويكاد يكون مستبعد خاصة في تلك الدول التي تعتمد على الاستيراد بشكل كبير، وذلك بغرض تغطية احتياجاتها من المواد الأساسية.
المحفظة الشخصية
من أهم التأثيرات السلبية لقرار البنك الفيدرالي الامريكي فيما يخص رفع سعر الفائدة الامريكية أنه يوجد تأثير واضح لهذا القرار فيما يخص المحفظة الشخصية للمواطنين الامريكيين، هذا بالإضافة إلى توقع وجود ارتفاع في كلفة الاقتراض الجديد.
وهذا الأمر سيترتب عليه حدوث زيادة في كلفة احتياجاتك التمويلية وبصفة خاصة في القروض التي يوجد لها فائدة ثابتة، ويرجع السبب في ذلك في أن نسبة المخاطرة فيها تكون عالية بالنسبة للممولين من البنوك وشركات التمويل، وذلك في ظل احتمال وجود رفع لسعر الفائدة الامريكية مرة أخرى.
هذا بالإضافة إلى أن القروض التي تحتوي على أسعار فائدة متغيرة فإنها أيضا ستتعرض إلى حدوث زيادة فيها سواء كانت هذه القروض قروض عقارية أو تمويلية
فيما سبق قدمنا لكم كل ما هو متعلق بالتأثيرات السلبية لرفع سعر الفائدة الامريكية وذلك على الأسهم، والذهب والبطالة، والمحافظ الشخصية، وأسعار النفظ، والقدرة الشرائية.