الخميس 2024-12-12 05:34 م
 

أيام خطيرة جداً في الأقصى

04:42 م
تتوحش إسرائيل أكثر، فتهاجم جنين، ونابلس، وتقتل يمينا ويسارا، وتجرح وتعتقل، ليكون رمضان دموياً بكل ما تعنيه الكلمة، فيما يتفرج أغلب العالمين العربي والإسلامي بصمت وبرود.اضافة اعلان

التصعيد داخل فلسطين، يزداد يوما بعد يوم، وكل ما تفعله إسرائيل هدفه إطفاء النار قبل أن تشتعل عبر إخافة الفلسطينيين، أو هكذا يظنون، قبيل يومين فقط من أسبوع خطير سنعيشه داخل الأقصى، وهو أسبوع قد يؤدي الى تداعيات كبيرة جدا، داخل كل فلسطين، مع موجات الاقتحامات المنتظرة، وذبح القرابين وغير ذلك من خطط إسرائيلية داخل الحرم القدسي.
علينا أن نعترف هنا، أن المخطط الإسرائيلي بلغ ذروته في هذه المرة، أمام التحولات في السياسة الإسرائيلية التي بدأت بالتخلي عن سياسة الحذر داخل الأقصى، نحو فرض واقع جديد، وليس أدل على ذلك من استمرار الاقتحامات داخل الأقصى خلال شهر رمضان، بحماية الشرطة، وهذا يعطي مؤشرا واضحا على أن مخطط التقاسم الزمني، قد نفذ وأصبح واقعا داخل الأقصى.
الأقصى للمسلمين، وهذا كلام ديني وسياسي أيضا، وهو ليس موقعا للعبادة المشتركة، أو لأديان عدة، أيا كانت الأساطير والخرافات التي تحرك المستوطنين نحو المسجد الأقصى وحرمه.
مخططات المستوطنين كبيرة، وسنراها يوم غد الجمعة، وطوال الأسبوع المقبل، وهذا يفرض على المقدسيين والفلسطينيين التواجد طوال اليوم، وخلال المساء، وعلى مدى رمضان داخل المسجد الأقصى، وهنا فإن ربط الاعتكاف داخل الأقصى، من جانب البعض بالعشر الأواخر، يأتي عملا غير صائب أبدا، وغير منطقي، لأن هذا ينطبق على المساجد في الظروف العادية، فيما المسجد الأقصى مهدد، وبحاجة الى تحشيد ليل نهار، ولا يجوز فرض القواعد العادية عليه، مع التهديدات التي تتوالى لاقتحامه وهدمه أو تقاسمه جغرافيا، خلال الفترة الحساسة المقبلة.
نحن أمام سيناريوهين في القدس، إما تتراجع إسرائيل تحت وطأة الحسابات الأمنية، وتكبح جماعاتها عن الأفعال التي تنوي القيام بها، أو عليها أن تستعد لما سيأتي من ردود فعل، داخل القدس، ومن غزة، ومن مواقع ثانية، ولأن الاحتلال يدرك الخطر المقبل، بدأ منذ الآن بمحاولة تكسير أذرع الفلسطينيين، في جنين والقدس ونابلس، ظنا منه أنه بهذه الطريقة يتفوق على الفلسطينيين، ويردعهم قبل الأيام القليلة المقبلة، لإدراكه ما هو مقبل وآت داخل الأقصى.
المخزون البشري في القدس، وقف دوما ضد الاحتلال، إذ على الرغم من مصاعب الحياة، والملاحقات والقمع والقتل وسحب الإقامات وغير ذلك، إلا أن هذا المجموع البشري له هوية دينية ووطنية، تجعله يجتمع في لحظة واحدة ضد الاحتلال، وهذا ما شهدناه في رمضان العام الماضي، وعند قصة تركيب البوابات الالكترونية، وهو أمر لن ينتهي لمجرد قيام إسرائيل بالتوحش في جنين ونابلس، وممارسة كل هذه البشاعات ضد الأبرياء من الفلسطينيين.
خلاصة الكلام هنا، أن الطلب من إسرائيل تجنب التوتر، وحضها على حفظ حقوق العباد في البلاد، طريقة لن تجدي نفعا مع الإسرائيليين، وعلينا هنا أن ننتظر أياماً صعبة وحساسة داخل القدس، اعتبارا من نهاية هذا الأسبوع، أمام نية المستوطنين فرض واقع جديد عبر بوابة الفصح اليهودي، وهو مجرد ذريعة ستقود الى ما هو أخطر هذه المرة، على كل المستويات داخل فلسطين.

 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة