الأحد 12-05-2024
الوكيل الاخباري
 

الملك والملكة وجائزة زايد



عن جدارة واهلية استحقاق حصل الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله على جائزة زايد للاخوة الانسانية وهى الجائزة التى تمنح للقيادات الريادية تقديرا لجهودهم المبذولة فى تعزيز روابط الاخوة الانسانية واحترام التنوع والتعايش السلمي وتثمن الدور البناء فى اعلاء قيم الكرامة الانسانية وبما يعزز من عنوان التسامح الذى ميز جلالة الملك عن غيره من القادة كما امتازت جلالة الملكة بدورها الفاعل فى الدفاع عن قضايا اللاجئين والعناية بالاطفال وتمكين دور المرأة والدفاع عن حقوقها وعندما عملت جلالتها على تعزيز محتوى التسامح لتشكل هذه القيم العلامة الفارقة التى ميزت عهد الملك عبدالله الثاني كما امتازت بها جلالة الملكة رانيا العبدالله بحسن التجسيد وبروعة التقديم فى كل المحافل العربية والدولية حتى غدت قيمة التسامح تشكل العنوان والارضية التى تميز جلالة الملك بعهده.اضافة اعلان


جائزة زايد التى يتم اختيار ابطالها من قبل لجنة دولية تضم صناع قرار سياسي واقتصادي وديني وازن كانت قد اطلقت وثيقة الاخوة الانسانية بابوظبي عام 2019 تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد ولى عهد ابوظبي حيث حرص على توقيعها فضلية امام الازهر الشريف وقداسة البابا فرنسيس راعى الكنيسة الكاثولوكية وهى الوثيقة التى تمثل حجر الاساس التى تقوم عليها الجائزة باعتبارها مرجعية اخلاقية عالمية تقوم على تعزيز الروابط الانسانية والقيم الدينية .

ان نموذج التسامح الذى جعله جلالة الملك عبدالله الثاني يكون جزءا من الثقافة المجتمعية وبات نموذجا للدولة الاردنية هو التسامح الذى يقوم على العفو عن المقدرة واللين فى تعامل القيادة مع العامة والحلم فى ايقاع العقوبة وهو التسامح الذى جسده جلالة الملك من نظرية فلسفية الى منهجية عمل تقوم على اعتبار التسامح قيمة من اجل العطاء والبذل المتفضل الذى لا اجبار فيه ولا واجب كما يمثل السهولة فى التعامل وحسن فى المعاملة وانفاذ الامور وتيسيرها فى لين وتلطف كما يشكل الكرم الذى يظهره صاحب السلطة بحق الضعيف المتكفل باداء الحق والملزم فيه مع قدرة صاحب الشأن على تحصيل حقه ثم يتركه ويصغح ويعفو عنه.

وهذا ما يمكن رؤيته فى عادات الأردنيين وثقافتهم فى جاهاتهم وفى عطواتهم وكما فى انماط تعاملهم مع بعضهم البعض كما مع ضيوفهم الذين يمتلكون حق اضافى ياتي من الاستجارة ويلزم المضيف اخلاقيا حسن التعامل وحماية ضيفه وهذا ايضا ما يمكن مشاهدته اثناء استقبال الاردنيين لموجات اللجوء التى جاءت على تواتر متصل غير منقطع وباتوا يشكلون جزءا اساسا من النسيج الاجتماعي الاردني على مدى مائة عام وما واكبها فى مراحل الانشاء والتاسيس والبناء والتعزيز كان اخرها استقبال الاردنيين لاكثر من مليون ونصف المليون من اللاجئين السوريين والذين باتوا يشكلون احد مكونات المجتمع الاردني الذى يقوم عدد سكانه على 12مليون نسمة نصفها مواطنون والنصف الاخر ساكنون على الرغم من شح الموارد الطبيعية لكن كان ارادة القيادة وحكمتها حاضرة عندما عملت على هضم هذا المحتوى نيابة عن الاسرة الدولية فكان ان استحقت بذلك الثناء والتقدير والاشادة وجائزة زايد لهذا العام عن استحقاق وجدارة .