الخميس 02-05-2024
الوكيل الاخباري
 

ثــــــور



كان الثور حرونا، أو ربما كان كسولا، لذلك حينما كان يُربط في السكة لغايات الحراثة، كان الثور المحترم يقف متجمدا بلا حركة، ولم يكن يرمش أيضا في تلك الحالة.اضافة اعلان

في تلك الحالة؟؟ أي حالة، هذا هو الوضع الدائم للثور، في السراء والضراء، في الليل والنهار، صيفا شتاء ربيعا وخريفا. حتى لا نتهم بالتحامل، فقد كان الثور يبدي بعض التساهل في الحركة في بعض من الأوقات في السنة، كان يأكل ويمرح ويتقافز مثل السعدان، لكنه كان (يتشصّب) تماما عند بدء موسم الحراثة، ويتحول إلى تمثال حي سيء الصنع.
من أجل الحقيقة والأمانة وراحة البال، فإن الثور كان يحرث قليلا، وحسب مزاجه:
- ذهاب .... إياب
- إياب.... ذهاب

وإذا شعر أنه قد عمل بما يتناسب مع كمية الأكل كان يتوقف تماما، ويشعر أنه قام بواجباته الدنيوية الموكولة إليه، بكل كفاءة واقتدار، ولم يستطع أحد إجباره على إنهاء مشروعه التنموي، لا بالمليح ولا بالعاطل.
وكل ما يُراد منه خلال العام هو أن يربط الفدان (المحترم) على السكة للحراثة وتجهيز الأرض كاملة للزراعة، في مواسم الحراثة. حاول صاحبه الانفتاح على العالم، وسمع أن الأبقار الهولندية تدر الحليب على أنغام موسيقى باخ وأمثاله، فاكترى مسجل(كف) وقام بتشغيل شريط موسيقى، لعل الثور يتحرك للحراثة.
أحضر صاحبه ملح بارود، ووضعه في أذن الثور، وأشعله.... خرج الشرر أولا، ثم اللهب مع صوت:
- (تشششششششششششششششششش)
ورائحة شواء جلد وشعر.

نظرة عتاب وجهها الثور إلى صديقه، ربما على سبيل الكسل، ثم حرك أذنيه ذات اليمين وذات اليسار
ثم ذات اليسار وذات اليمين
ثم ذات اليسار وذات اليسار
لكن دون أن يتحرك من مكانه.
وعاد إلى كسله.