الإثنين 06-05-2024
الوكيل الاخباري
 

حملات أمنية على شبيحة التفحيط ..



قبل أيام تم تداول فيديو مؤسف، لكنه مضحك، حيث كان يظهر شابان، يشبّح أحدهم على ابن عمه بالكلام، ويشكو الملل، يريد أن يتسلى، لكن لا يوجد شرطة يتسلى بهم على حد تشبيحه، لكن ربك كريم، تحققت أمنيته على الفور وفي الفيديو نفسه، فبعد أقل من دقيقه على أمنيته، جاءته الشرطة، وقالت له لماذا تقف في منتصف الشارع ولا تتحرك، ولم يتوفق بالرد المحترم على سؤال الشرطة كما رأينا في الفيديو، ونسي العبد المؤمن بأن الله حقق له أمنيته بأسرع مما يتوقع، نعمة في الواقع لم نسمع عنها الا في قصص الأنبياء والأولياء والصالحين و «سيئي الحظ» مثل صاحبنا الشبيح ..صحتين.اضافة اعلان


نتحدث عن هذا الموقف وهو ليس كله صدفة كما نعلم، ومن يريد التأكد، فما عليه سوى الوقوف في منتصف الشوارع العامة، وليمنّى النفس بأي شيء، ولن أعده شخصيا بأن تتحقق أمنيته، إلا إن كانت وصول الشرطة ووقفوها بجانبه مباشرة، لتسأله عن سبب توقفه في منتصف الشارع العام..الشغلة سهلة جدا، وهناك مواقف سهلة أيضا، يمكنكم من خلالها رؤية الشرطة، واعتقالكم وتوقيفكم ثم عرضكم على قاض ليحكم سجنا أو تغريمكم ما تيسّر، وأتمنى لو يتم «ترييحكم» من رخصة السواقة أيضا، ولا يتطلب منكم الحصول على كل هذه الامتيازات سوى أن تقوموا  بممارسة التخميس والفعفطة أو إزالة براميل العوادم من سياراتكم ووضع مضخمات صوت أخرى، وتفخيم الطرطرة بشكل عام، حتى تنالوا بجدارة اسم ووصف مطرطرين أو «طراطير».. قبحكم الله على هذه الهوايات المريضة.

في منطق الجبيهة التابعة لأمانة عمان، يوجد أكثر من 900 طلب من المواطنين القاطنين في الأحياء التابعة لتلك المنطقة، وكلهم يريدون إنشاء مطبات في الشوارع أمام بيوتهم ومحلاتهم التجارية، يعني كل شارع يحتاج الى مجموعة جديدة من المطبات حسب تلك الطلبات، ولو قامات أمانة عمان وسائر البلديات بالاستجابة، لتحولت الشوارع الى جحيم فوق جحيم الحفر والمطبات التي تعاني منه الآن، ويكلف المواطنين مليارات في العام، يدفعونها لتصليح وصيانة سياراتهم واستبدال قطعها المتكسرة بسبب الحفر والمطبات..

تلك الأمنيات القابعة في أذهان شبيحة التخميس والفعفطة والطرطرة، بالإضافة الى شكاوى وطلبات المواطنين في تخريب الشوارع كليا بالمطبات، من أهم الأسباب التي تدفع الأمن العام لإطلاق بل «شنّ» حملات أمنية على هيك نوع من «الشوفيرية» وعلى سياراتهم أيضا، فأعمالهم سيئة وقد تتسبب أو تتمخض عن جرائم كبيرة، فعلاوة على إقلاق الراحة العامة هناك شكل متكرر من الأخطاء القاتلة، وهو القيام بحركات خطرة على الشوارع، ولا يمكن تحاشي خطرها، إلا بهمة سواعد رجال الأمن العام في ادارة السير وكل الادارات ذات العلاقة، فالحفاظ على أرواح وممتلكات وحقوق المواطنين لا يمكن أن يتحقق، إلا بالطريقة الوطنية القانونية المعروفة، وهي القانون ورجال مخلصون لتنفيذه، الذين لا نملك إلا تقديم الشكر لهم، على جهودهم الكبيرة المسؤولة التي يبذلونها في كل الظروف الجوية والنفسية والبيئية المختلفة، حيث يجدهم المواطن بجانبه قبل أن ينهي «التمنّي» كما تعلمون.

صوروا الشبيحة، وتقدموا بشكاوى ضدهم، وسوف ينالوا بالقانون ما يستحقون..فحماة القانون محترفون ومحترمون، لهذا ما زال الأردن بلدا يستحق ما يعيشه من أمن واستقرار، حيث لا يقتصر اختصاصهم على مطاردة القتلة والمجرمين اللصوص وغيرهم، بل أيضا هم يمنعوا الكوارث أن تحصل من وراء شاب متحمس، انتهز فرصة نوم أمه أو أخته، فسرق سيارتها وبدّد وصادر أمن وسلامة وراحة الناس الآمنة في البلد الأمين.