الجمعة 26-04-2024
الوكيل الاخباري
 

داهمنا الألم يا سورية



ناموا.. ضعوا رؤوسكم على ركام بيوتكم، اقفلوا العيون، فالمساعدات شحيحة، والعالم يتفرج، فالعالم نيام، و»قيصر» الغرب يحوم حول بيوتكم وبيوتنا كل صبح ومساء، والكل يهاب قيصر، وقيصر واشنطن لا يعيرهم انتباه.اضافة اعلان


وقيصر يا سادتي.. قانون أميركي ساد يمنع الغذاء والدواء والماء والأكل عن الناس والأطفال في سورية، وقيصر يخيف كل المنطقة إلا من أراد أن يقول لا لواشنطن وقانونها، وتغولها على العالم، وهب لنجدة أطفال سورية وتأمين ما يخفف من فاجعتهم.

وقيصر يا سادتي، حكاية ورواية، حكاية صنعتها واشنطن، وأقنعت بها كل من دار في فلكها، حكاية تعني تجويع شعب بأكمله، وتركيع دول، فواشنطن يا سادتي احتلت وحكمت العراق سابقا بـ»قانون بريمر»، وللتذكير ان نفعت الذكرى، فقد اعترف أولئك الذين احتلوا وقتلوا في بغداد انهم لم يجدوا اسلحة دمار شامل ولا اسلحة كيماوية او بيولوجية، وان الحكاية كانت عبارة عن كذبة كبرى لتسويق احتلال بغداد، والحكاية تتكرر في سورية.

واليوم ، تخترع واشنطن شكلا آخر تسميه «قانون قيصر» توقع بموجبه عقوبات على كل دولة تزود دمشق بقائمة طويلة من الممنوعات التي صاغتها واشنطن، وطلبت من العالم الالتزام بها، حيث تفرض العقوبات على كل من يقدم دعما ماليا وتقنيا وماديا للحكومة السورية أو شخصية سياسية عليا في الحكومة، والدعم المالي يشمل توفير القروض وائتمانات التصدير، وبالنسبة للنفط ومصادر الطاقة، نص القانون على فرض عقوبات على كل من يعمد لتوفير السلع أو الخدمات أو التكنولوجيا أو المعلومات أو أي دعم من شأنه توسيع الإنتاج المحلي في مجال الغاز الطبيعي والنفط والمشتقات النفطية، وفي مسألة إعادة الإعمار، ينص «قانون قيصر» على ردع الأجانب عن إبرام العقود المتعلقة بإعادة الإعمار، فهل رأيتم سادية غربية اكثر من ذلك؟!.

فيا طفلتي في حلب وجبلة وادلب وحمص واللاذقية نامي على كتف الركام، نامي فلن يحن عليكِ أحد من هذا الغرب القاسي الذي لا يلين، ولن يبكيك العالم الغربي، فهم يبكون اطفال سورية فقط عندما يريدون فرض مزيد من العقوبات على دمشق، وبخلاف ذلك لن يذكرك العالم القاسي، فيا طفلتي انهم يستغلون اطفال سورية عندما يريدون تشويه صورة الدولة السورية.

دموعهم يا طفلتي دموع تماسيح، وان نزلت الدموع من بعض شعوبهم فان «قانون قيصر» يمنعهم من التعاطف، او ارسال مساعدات للسوريين، كما فعلوا مع لاجئي اوكرانيا مثلا.

هذا العالم يا صغيرتي احول يشيح النظر عن نازية الصهاينة، ويتحدث عن حقوق الناس في كل مكان آخر، ينصب نفسه مدافعا عن حقوق البشر، وفي نفس الوقت يشردهم من بيوتهم ويقوض استقرارهم، ويخلق في بلدهم دسائس ومؤامرات لا تنتهي.

هذا العالم يا طفلتي قاس حد القرف، قاس بلا رحمة.. لا مكان فيه لطفولة او لرائحة الياسمين، لا يعرف سوى القذائف والخراب، ويصدر الموت لدول العالم وشعوبه.

ولكن، يا طفلتي في سورية، سنبقى معكم ولكم، فنحن كيان وجسد واحد، وجعنا واحد، وما حصل في حلب آلم اهل عمان واربد والعقبة ومعان، وكل الأردن، فنحن وان فرقتنا الجغرافيا والحدود وسايكس بيكو سنبقى جسدا واحد، نشعر بما تشعرون به، لأننا على يقين انكم ايضا تشعرون معنا.

فيا أيها الغرب القاسي اتركونا وحدنا، فنحن نعرف كيف نداوي جروح بعضنا بعضا، ونعرف كيف نتجاوز الحدود التي صنعتموها ونصل لوجع شقيقنا، فاخرجوا أنتم وقيصركم من ثيابنا من جسدنا؛ واتركونا وحدنا نطبب جروح بعضنا بعضا، ونمسح دمعة اطفال سورية، فوجع البطين الأيمن في حلب يشعر به البطين الايسر في الكرك، وعزاؤنا لا ينقطع لمنكوبي الزلزال في سورية وتركيا.