نخبة القوم خيارهم، وفي معنى آخر الفئة المصطفاة منهم، او هم رواد القوم نحو التحديث والتغيير، الفكر الماركسي استخدم للدلالة على هذه الفئة مصطلح الطلائع والطليعة والفكر الطليعي، اما الفكر الرأسمالي فقد رأى النخبة باعتبارها فئة الاذكياء مالكي الثروة والقوة والنفوذ، وفي بعض اعتقاده ان هذه الفئة تتوارث «كابرا عن كابر».اضافة اعلان
تشير المراجع الى ان مصطلح «النخبة» قديم الاستخدام، لكنه بدأ يظهر في «العلوم» الاجتماعية والسياسية مع بداية القرن التاسع عشر، واعتقد ان هذا المصطلح «النخبة» لغة واصطلاحا غامض فضفاض، فلا نعلم مثلا كيف تتشكل النخبة في المجتمع، وما هي شروط الانضمام اليها، وما هي مهمتها على نحو دقيق؟
ولا نعلم ايضا من اين تستمد النخب سلطتها في قيادة المجتمع، ومن الذي وكلها لتفكر او تُنَظر او توجه المجتمع والامة؟ والاهم ما هي الملامح النفسية التي تحرك وتحفز هذه النخبة، وكيف تتعامل وتتصرف مع التغيرات والتطورات التي تلحق بالمجتمع؟!
في بداية القرن التاسع عشر، ناقش الفيلسوف والمفكر الفرنسي جوستاف لوبون سيكلوجية الجماهير، في كتاب شهير له حمل نفس العنوان، حيث حاول رصد السلوك النفسي والاجتماعي للجماهير «المجاميع»، وملخص موقف لوبون الذي اسس لعلم النفس الجماعي، ان الجماهير والمجاميع هي اي شي سوى انها تملك الحقيقة، وقد توصل الى ان السلوك النفسي والاجتماعي للجماهير، هو فضاء غير واع، وهو انفعالي سهل القيادة نحو الوهم والضلال، حتى ان الشخص الفرد المتعلم، اذا ما انضم الى المجاميع دخل في حالتهم من «اللاوعي»، حيث تسيطر عليه نشوة الفعل، ويصبح سهل الانقياد، والتعلق بشعارات الحالة «الجماهيرية غير الواعية».
على العكس من ذلك، فإن الفكر الماركسي يرى في «الطبقة العاملة» التي يمكن اعتبارها حالة نخبة جماهيرية، حالة وعي وعقل، بل حالة قيادة اجتماعية نحو التغيير وفرض العدالة والمساواة، ولهذا فان دور الطليعة «الانتلجنسيا» هو الدلالة على وعي الطبقة العاملة، والتذكير بدورها الذي تمتلكه بمحض موقعها الاقتصادي.
النخب العربية عموما كانت «وكيلة» لحالة النخبة الغربية بشقيها الراسمالي والماركسي، وهي في مجملها نخب حاولت ان تنقل واقعا بدل ان تؤسس لواقع جديد، ولهذا صرفت عمرها تحاول أن تستورد الواقع الاوروبي او تهاجر اليه، والنخب في الفضاء الاسلامي ايضا، لم تسلم من هذه الحالة؛ حالة نقل واقع «السلف».
النخب تعاني اليوم من رهاب رقمي، يشعرها بدنو اجلها، فالفضاء الرقمي قدم نوعا جديدا من النخب، فليس ضروريا ان تكون طه حسين او محمد عبده، ولا ميشل عفلق او انطوان سعادة، لتكون في عداد «النخبة»، فإن يافعا يستطيع خلق حالة رأي عام أو «فوضى» عارمة وحده، لهذا فإن النخب تلهث اليوم وراء موطئ قدم لها في الفضاء السياسي الذي فرضته الحالة الرقمية، حتى عادت تلك النخب «اجيرة» في كثير من الاحيان للحالة الجماهيرية التي ابتدعتها وسائل التواصل الاجتماعي، وهي في هذا السبيل تخلت عن طبيعتها وذاتها، وماهيتها العقلية المسؤولة والهادفة لأحداث الواقع جديد، فأكثر النخب اليوم تلقي بسمعها لواقع التحرك الرقمي لتلحق به، باعتباره مصدر السلطة، وهي اذ تتعلق بأذيال الحالة الرقمية، فإنها فقدت ميزتها الرئيسة بالقيادة وخلق الواقع الجديد، وأمست في احسن حالاتها «مستثمرا نفعيا» في الحالة الرقمية، وفي هذا خيانة لدورها التاريخي في احداث واقع معاصر انساني متطور قابل للحياة، يبحث عن العدالة وتكافؤ الفرص وكرامة الانسان الفرد!
إن «فزعة» تشكيل الاحزاب السياسية في واقعنا الحالي، تعبير مباشر عن ازمة النخب الثقافية والوجودية، وعلى قاعدة تعارض المصالح، فإن فهم هذه النخب للواقع يجب ان يخضع لتدقيق فلسفي وفكري عميق، ان الدعوة لتولي الشباب صناعة المستقبل السياسي، يقتضي اول ما يقتضي ان يشكل الشباب انفسهم وعيهم وفهمهم الذاتي لواقعهم، وايضا ان يضعوا حلولهم لهذا الواقع، يجب ان نتوقف عن دفع الشباب للامام، وبنفس الوقت ان نفرض عليهم فهمنا؛ ففي ذلك تناقض يصل حد الخيانة لدعوتنا لتبوئهم مقعد القيادة في الحياة السياسية وصناعة المستقبل، فاهم علي جنابك؟!!
تشير المراجع الى ان مصطلح «النخبة» قديم الاستخدام، لكنه بدأ يظهر في «العلوم» الاجتماعية والسياسية مع بداية القرن التاسع عشر، واعتقد ان هذا المصطلح «النخبة» لغة واصطلاحا غامض فضفاض، فلا نعلم مثلا كيف تتشكل النخبة في المجتمع، وما هي شروط الانضمام اليها، وما هي مهمتها على نحو دقيق؟
ولا نعلم ايضا من اين تستمد النخب سلطتها في قيادة المجتمع، ومن الذي وكلها لتفكر او تُنَظر او توجه المجتمع والامة؟ والاهم ما هي الملامح النفسية التي تحرك وتحفز هذه النخبة، وكيف تتعامل وتتصرف مع التغيرات والتطورات التي تلحق بالمجتمع؟!
في بداية القرن التاسع عشر، ناقش الفيلسوف والمفكر الفرنسي جوستاف لوبون سيكلوجية الجماهير، في كتاب شهير له حمل نفس العنوان، حيث حاول رصد السلوك النفسي والاجتماعي للجماهير «المجاميع»، وملخص موقف لوبون الذي اسس لعلم النفس الجماعي، ان الجماهير والمجاميع هي اي شي سوى انها تملك الحقيقة، وقد توصل الى ان السلوك النفسي والاجتماعي للجماهير، هو فضاء غير واع، وهو انفعالي سهل القيادة نحو الوهم والضلال، حتى ان الشخص الفرد المتعلم، اذا ما انضم الى المجاميع دخل في حالتهم من «اللاوعي»، حيث تسيطر عليه نشوة الفعل، ويصبح سهل الانقياد، والتعلق بشعارات الحالة «الجماهيرية غير الواعية».
على العكس من ذلك، فإن الفكر الماركسي يرى في «الطبقة العاملة» التي يمكن اعتبارها حالة نخبة جماهيرية، حالة وعي وعقل، بل حالة قيادة اجتماعية نحو التغيير وفرض العدالة والمساواة، ولهذا فان دور الطليعة «الانتلجنسيا» هو الدلالة على وعي الطبقة العاملة، والتذكير بدورها الذي تمتلكه بمحض موقعها الاقتصادي.
النخب العربية عموما كانت «وكيلة» لحالة النخبة الغربية بشقيها الراسمالي والماركسي، وهي في مجملها نخب حاولت ان تنقل واقعا بدل ان تؤسس لواقع جديد، ولهذا صرفت عمرها تحاول أن تستورد الواقع الاوروبي او تهاجر اليه، والنخب في الفضاء الاسلامي ايضا، لم تسلم من هذه الحالة؛ حالة نقل واقع «السلف».
النخب تعاني اليوم من رهاب رقمي، يشعرها بدنو اجلها، فالفضاء الرقمي قدم نوعا جديدا من النخب، فليس ضروريا ان تكون طه حسين او محمد عبده، ولا ميشل عفلق او انطوان سعادة، لتكون في عداد «النخبة»، فإن يافعا يستطيع خلق حالة رأي عام أو «فوضى» عارمة وحده، لهذا فإن النخب تلهث اليوم وراء موطئ قدم لها في الفضاء السياسي الذي فرضته الحالة الرقمية، حتى عادت تلك النخب «اجيرة» في كثير من الاحيان للحالة الجماهيرية التي ابتدعتها وسائل التواصل الاجتماعي، وهي في هذا السبيل تخلت عن طبيعتها وذاتها، وماهيتها العقلية المسؤولة والهادفة لأحداث الواقع جديد، فأكثر النخب اليوم تلقي بسمعها لواقع التحرك الرقمي لتلحق به، باعتباره مصدر السلطة، وهي اذ تتعلق بأذيال الحالة الرقمية، فإنها فقدت ميزتها الرئيسة بالقيادة وخلق الواقع الجديد، وأمست في احسن حالاتها «مستثمرا نفعيا» في الحالة الرقمية، وفي هذا خيانة لدورها التاريخي في احداث واقع معاصر انساني متطور قابل للحياة، يبحث عن العدالة وتكافؤ الفرص وكرامة الانسان الفرد!
إن «فزعة» تشكيل الاحزاب السياسية في واقعنا الحالي، تعبير مباشر عن ازمة النخب الثقافية والوجودية، وعلى قاعدة تعارض المصالح، فإن فهم هذه النخب للواقع يجب ان يخضع لتدقيق فلسفي وفكري عميق، ان الدعوة لتولي الشباب صناعة المستقبل السياسي، يقتضي اول ما يقتضي ان يشكل الشباب انفسهم وعيهم وفهمهم الذاتي لواقعهم، وايضا ان يضعوا حلولهم لهذا الواقع، يجب ان نتوقف عن دفع الشباب للامام، وبنفس الوقت ان نفرض عليهم فهمنا؛ ففي ذلك تناقض يصل حد الخيانة لدعوتنا لتبوئهم مقعد القيادة في الحياة السياسية وصناعة المستقبل، فاهم علي جنابك؟!!
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي