مهما اعتقدنا بأننا تجاوزنا مظاهر البيروقراطية السلبية، وأننا توصلنا إلى نظام إدارى مرن رشيق يسير بقوانين وأنظمة وإجراءات، ينبري لك من هو (غايب فيلة) ولا يعلم شيئا عن الدولة وقوانينها، والطامة الكبرى حين يتعكر المزاج في بعض هذه المؤسسات الحكومية، التي قد تصادف مسؤولا كبيرا فيها من (غائبي الفيلة) إياهم، وعندها تدرك بأن القانون المسكين هو فعلا (الشماعة) التي يعلقون عليها جهلهم وأخطاءهم.
غياب مثل هذا الإلمام بالقوانين والتعليمات قد يكون ليس مقبولا، لكنه أمر يحدث، ويمكن تجاوزه بالنسبة لأية وزارة أو مؤسسة، وذلك لأن في المؤسسات مديريات وأقسام للشؤون القانونية، تعرف قانون الخدمة المدنية وتعديلاته وكل الحالات الاستثنائية التي لم يشملها، والتي تم استحداثها كخيار حتمي اقتضته طبيعة الحياة العامة، فهناك ظروف قد تدفع الحكومة صاحبة الولاية لاتخاذ قرارات من خلال مجلس الوزراء أو من خلال تعميمات تصدر عن رئيس الحكومة، تعالج موقفا اداريا ما، لم يشمله قانون الخدمة المدنية أو يمنعه، ولا يمكن الأخذ به إلا من خلال قرارات مجلس الوزراء والأمثلة كثيرة، لكن السؤال:
هل مطلوب من المسؤولين الاداريين الكبار ومدراء الشؤون القانونية أن يحفظوا كل هذه الحالات والقوانين؟.
الإجابة السريعة نعم يجب عليهم، لكن ان استعصى الأمر عليهم، فنذكر بأننا في عصر التكنولوجيا، وقد لا يلزمنا حفظ القوانين والتعليمات والاجراءات عن ظهر قلب، لأن التكنولوجيا وفرت لنا وصولا سريعا ودقيقا لها، ناهيكم عن أن كل هذا الهرم الوظيفي في المؤسسات يتقاسم الأدوار وكل موظف لديه مسؤوليات، حتى الأرشيف في بعض المؤسسات، هو قسم حيوي فيه بنك معلومات للموظف ولصاحب القرار في المؤسسة.. وبهذا المنطق، فلا عذر لأي مسؤول لا يعرف قوانين الدولة أو لا يريد أن يعرف، ويتعامل مع وظيفته ودوره متمترسا بقوانين لا يعرفها.. له نقول: حل عن سمانا عموه، هذه دولة ومؤسسات ولا مكان لمسؤول فيها لا يعرف أن يدير عمله ويتمنع أيضا أن يديره بكفاءة وسلاسة، في غيرك آلاف.
التقيت برئيسي ديواني المحاسبة والخدمة المدنية الأسبوعين الماضيين وقبلهما بوزيري الدولة لشؤون الرئاسة والشؤون القانونية، وطرحت هذا الموضوع من خلال قضية خلافية تعرض لها بعض الموظفين، وذلك رغم وضوح كل القوانين والتعليمات، وهؤلاء كلهم يؤدون جميلا، ولا يطلقون أحكامهم دون الاستناد إلى القوانين والتعليمات والاسترشاد بها، لكنك قد تجد مديرا عاما أو أمينا عاما، ما زال يدير عمله (مشاقلة أو مشايلة) وكأنه مسؤول عن (بكم بطيخ)، ولا يفهم سوى ع السكين يا بطيخ، حتى لو طلعت بطيخته بيضاء أو (قرعة).. سيقول لك زهرية، ويفجر في القول: وأنا شو دخلني بلونها، هيك خلقها ربنا سبحانه !.
فقولوا معي :سبحانه في مكانه وتعالى.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي