الخميس 02-05-2024
الوكيل الاخباري
 

ونحن نودّع العشرين عشرين



لم تبقَ من العشرين عشرين إلاّ قلائل من الأيّام؛ كان عاماً ثقيلاً ومُرّاً. (انلزينا) فيه إلى الحائط؛ وتمّ تعريتنا فيه بعناية شديدة..! سقطت فيه شواهق كثيرة؛ تدعثرنا فيه مليون مرّة؛ انكببنا على وجوهنا ألف مرّة؛ صرخنا فيه بكلّ ساعة..! كان عاماً مفتوحاً على الخوف واللطم..تساقط الناس فيه من حولنا ونحن فاغرو أفواهنا لا نملك لهم حولاً ولا قوّة..!اضافة اعلان


ما زلتُ أذكر وتذكرون معي كيف طرنا فرحنا برقم (عشرين عشرين)؟ كيف التمسنا الأمل والتفاؤل فيه؟ وإذ به فتحةُ عدّاد لخراب عالمي لم يتوقّف حتى الآن.! وإذ به طوفان نوح الجديد ونوح لم يكمل صنع السفينة..! وإذ به دابة الأرض التي تأكل منسأة سليمان وسليمان ميّت ولم تسقط جثته بعد ولكنها في طريقها للسقوط..!

لا أريد أن أطيل عليكم في تدوير الحسرة وإعادة ما عشتموه حتى شابت أرواحكم. ولكن بعد عام سينقضي بعد قليل؛ وبعد انحراف تاريخي في كل المسارات وبعد الانقلابات الاجتماعية بكامل تغيّراتها الصعبة؛ كلّ ما أتمناه أن يكون عام (واحد وعشرين- عشرين) مستقرّاً لنا على اليابسة؛ وأن نلقط أنفاسنا؛ وأن نعود لدفن موتانا بطقوسهم المقدّسة ليعود إلى الموت هيبته بعد أن صار الموتُ وأخباره مثل فقدان رغيف خبز في يوم مليء بالخبز..!
تفاءلوا بالخير حتى لو لم تجدوه..