الجمعة 19-04-2024
الوكيل الاخباري
 

تأخروا عن علاجه

وفاة طفل من منطقة موبوءة تفجر موجة غضب واسعة في تونس - صور

000_1EF6Q4


الوكيل الاخباري – خلفت حادثة وفاة الطفل أيوب السبعي موجة غضب واسعة في تونس وبالتحديد في صفوف أهالي معتمدية الحامة من محافظة قابس جنوبي تونس بعد أن تناقلت عائلته تصريحات مفادها أن ابنهم توفي بسبب تأخر الإطار الطبي بالمستشفى الجهوي بقابس عن معالجته بحجة أنه قادم من منطقة الحامة الموبوءة بفيروس كورونا.

اضافة اعلان


وأطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تونس حملة تضامن مع عائلة الطفل أيوب وأطلقوا هاشتاغ "#ستنى_غادي" (انتظر مكانك) موجهين أصابع الاتهام إلى الهياكل الصحية بالجهة، في وقت نظم فيه أهالي معتمدية الحامة وقفة احتجاجية أمام المستشفى الجهوي بقابس للمطالبة بالكشف عن ملابسات الحادثة وتحميل المسؤوليات لمن أخطأ.



وتوفي الطفل أيوب البالغ من العمر 16 شهرا يوم السبت 22 أغسطس/ آب الجاري في المستشفى الجهوي بقابس بعد أن كان يعاني من صعوبة في التنفس، في وقت تفرض فيه إدارة المستشفى خضوع أي قادم من منطقة الحامة إلى إجراءات خاصة قبل خضوعه للعلاج منذ انتشار فيروس كورونا في الجهة.

 



إهمال طبي


وأفاد والد الطفل محمد السبعي أن ابنه توفي بسبب امتناع الإطار الطبي بالمستشفى عن معالجته خوفا من احتمال إصابته بفيروس كورونا.


وروى السبعي أنه قام بنقل طفله إلى طبيب خاص يوم الجمعة بعد امتناع المستشفى المحلي بالحامة عن استقباله واقتصار الإطار الطبي هناك على تقديم وصفة دواء لم تفده بشيء، وفقا لقوله.

وأضاف "طلب مني الطبيب الخاص اخضاع ابني إلى العلاج بالمستشفى الجهوي بقابس بسبب حاجته إلى جهاز تنفس، لكنهم رفضوا أيضا علاجه خوفا من العدوى".


وتابع "بمجرد أن علموا أننا من الحامة قالوا لنا حرفيا "بروا غادي" (ابتعدوا)"، امتنع الجميع عن الاقتراب حتى من طفلي وكأننا نحمل معنا قنبلة موقوتة".


وقال السبعي "مكنونا بعد ساعة من الانتظار من جهاز تنفس وطلبوا من زوجتي أن تقوم بوضعه وهي مفترشة الأرض رغم جهلها بطريقة استخدامه، وحين طلبت منهم التدخل أجابتها الممرضة "أمورك" (هذا شأنك).

 



وأكد والد الطفل أن ابنه ظل مدة 6 ساعات دون تدخل طبي، قبل أن يطلب مساعدة مدير المستشفى الذي تدخل وطلب من الإطار الطبي نقل الطفل إلى قسم الإنعاش حيث توفي.


وأفاد السبعي أن التحليل الطبي أثبت أن طفله لم يكن مصابا بفيروس كورونا وهو ما ينفي حجة الإطار الطبي في عدم التدخل، مضيفا "حتى لو كان ابني مصابا فهذا لا يعطيهم الحق في سلبه حياته".


وتابع "لن أسكت عن حق أيوب، وسأحرص على أن يتحمل كل من ساهم في وفاته مسؤوليته".


تتبع قضائي


من جانبه اعتبر رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان جمال مسلم أن حادثة الطفل أيوب كشفت الوضعية الهشة للمرفق الصحي العمومي بقابس وبغيرها من المحافظات في تونس، مضيفا أن "ما حصل مع أيوب هو كارثة إنسانية لا يجب السكوت عنها خاصة وأن قرائن شبهات الإهمال والتقصير قوية".


وأضاف أن أيوب كان ضحية لتلكؤ وإهمال الإطار الطبي الذي رفض في البداية استقباله وهو ما تسبب في تدهور حالته.


وأكد مسلم أن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان طالبت بفتح تحقيق إداري وقضائي بمعية فرع المحامين بقابس الذي أبدى استعداده توفير محامين لتحديد المسؤوليات وضمان حق أيوب.

 



وشدد مسلم على ضرورة إعادة تهيئة المستشفيات العمومية حتى تصبح جاهزة لاستقبال مثل هذه الوضعيات، مضيفا أنه من الضروري اليوم توفير أقسام خاصة باستقبال الأطفال في ظل انتشار فيروس "كوفيد- 19"  الذي أصاب عددا لا بأس به من فئة الأطفال.



 

وكان المدير الجهوي للصحة بقابس يحيى حمدي قد صرح أن سبب وفاة الطفل أيوب يعود إلى عدم وجود قسم لإنعاش الرضع بالمستشفى الجهوي بقابس، مؤكدا أنها ليست المرة الأولى التي يتوفى فيه طفل نتيجة غياب المعدات وأجهزة التدخل في مثل هذه الحالات.


وأذنت وزارة الصحة بإجراء تفقد طبي وإداري للإطلاع على ملابسات وفاة الرضيع وتقييم عملية التدخل الطبي، بعد أن ثبت أن سبب الوفاة لا يعود إلى إصابته بفيروس كورونا.


ويذكر أن تونس شهدت خلال يومي 8 و9 آذار 2019 حادثة مشابهة تمثلت في وفاة 11 رضيعا بالمستشفى الجامعي الرابطة بسبب خطأ بشري، في حادثة أسالت الكثير من الحبر حول الوضعية الهشة للمستشفيات العمومية التونسية.

 

 

المصدر : سبوتنك