ليس مهما كيف ينظر العالم العربي لأزعر العالم الجديد: ترامب، فهو عالم مفعول به وليس فاعلا، وإن شئنا الدقة أكثر، فلا يوجد دول مؤثرة فعلا في منطقتنا غير إيران وتركيا وإسرائيل، والى حد ما السعودية، ومصر.
من المهم لنفهم ترامب وسياساته المقبلة في منطقتنا، أن نفهم كيف ينظر له كبار المحللين والكتاب في الصحافة العبرية، لنعرف في النهاية، الأثر الذي سيحدثه هذا «الأزعر» في بلادنا!
في المجمل فوز ترامب، أحدث هزة في كيان العدو الصهيوني، شأنه في ذلك شأن بقية العالم، في اليمين شعروا بأن صخرة ضخمة انزاحت عن صدورهم فيما يتعلق بجشع الاستيطان، في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وربما نشهد في القريب العاجل هجمات غير مسبوقة في هذا المجال، خاصة في القدس، بل قد نشهد تطورات دراماتيكية في منطقة الحرم القدسي الشريف، مما يوفر أسبابا أخرى لتسخين الأجواء، وربما إشعال انتفاضة فلسطينية كاملة الأوصاف، قد تعيد خلط الأوراق، وتعيد «جدولة» سلم الأولويات المحلي والدولي، في اليمن، فتح فوز ترامب الشهية للمضي قدما في تهويد القدس وزيادة الاعتداءات على الأقصى الشريف، الذي يشكل مصدر دائم للثورة الفلسطينية الشعبية.
في اليسار، ثمة حزن وخيبة أمل، لكنهم لا يشعرون بالحداد، على حد تعبير أحد المعلقين، ليس لأنهم يشعرون بالفجيعة لفوز ترامب، بل لأنهم متخفون بشكل أكثر عقلانية على مستقبل المشروع الصهيوني برمته، فيما لو انطلق اليمين من عقاله، بناء على «تشجيعات» ترامب!
وبين اليمين واليسار، ثمة فئة ترقب المشهد بمشاعر أقرب ما تكون إلى الذعر، وقد عبر عن هذا الذعر، بشكل دقيق، الكاتب بن كاسبيت حينما قال أن ترامب انتصر بدون ايباك هذه المرة، وهو لا يعول على المال اليهودي في المرة التالية أيضا، وبالتالي فهو ليس مدينا لليهود، أما سيما كدمون فقد كتبت تقول: اذا تعاطينا هنا بجدية مع شعارات الانتخابات التي أطلقها اثناء الحملة الانتخابية بخصوص اسرائيل – فان الامر يعتبر نكتة. لا أحد يعرف مواقفه الحقيقية ولا أحد يعرف اذا كانت لديه مواقف أصلا. وما يمكن معرفته هو أنه اذا قرر اتخاذ موقف فلا شيء سيوقفه. لا خطابات في الكونغرس ولا مقابلات وظهور في وسائل الاعلام ولا الايباك ولا اللوبي اليهودي. كل ذلك لن يكون قائما. ترامب لا يلتزم بالقوانين التي نعرفها، ما يغضب الرئيس الجديد هو التذاكي، وهو الامر الذي استخدمته اسرائيل كثيرا في السابق. اذا تذاكت اسرائيل واستغلت الفترة الانتقالية لخلق حقائق على الارض، فان الاشقر من البيت الابيض سيقطع رأسنا. وبالنسبة له لن تكون اللعبة مؤدبة مثل ادارة اوباما، ترامب لن يكون صديق المستوطنات. ومشكوك فيه أنه كان يعرف قبل الانتخابات أين تقع اسرائيل. وخلافا لكلينتون سيجد صعوبة في تحديد مكان عوفرا وبيت ايل (مستوطنات يهودية على أرض فلسطينية) على الخارطة. واذا قيل له في نقاش داخلي لماذا تعتبر المستوطنات عقبة في طريق السلام وكيف أن الصراع الاسرائيلي الفلسطيني تحول الى سبب الزعزعة، فيمكن أن يتغير موقفه كثيرا عما يتوقعه اليمين!
شئنا أم أبينا، اعترفنا أم أنكرنا، من يجلس في البيت الأبيض يحدد ماذا نأكل، ونلبس، وكيف نعامل زوجاتنا، وشكل تحية الصباح التي نتبادلها، منذ ارتضينا أن نكون «أتباعا» لعلوج الأرض، وزعرانها، وحتى تتحرر أرواحنا ممن يحتلها، سنبقى نرصد اثر من يأتي ومن يذهب، في البيت الأبيض، وبقية البيوت، في الشرق والغرب، بيضاء كانت أم سوداء، أم رمادية!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو