الأربعاء 2025-10-15 02:41 ص
 

الأمير الحسن يرعى انطلاق فعاليات الموسم الـ11 من مدرسة البترا للفيزياء

ل
جانب من الافتتاح
 
05:13 م

الوكيل الإخباري- أكد سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، ضرورة اتخاذ خطوة نحو التقريب بين علوم المواد، وتحديدا علم المواد وتكنولوجيا النانو، وأن الأردن لديه مقومات تجعله مركزا للأفكار الخلاقة، خصوصا في مجالات السيراميك، والبوليمرات، والديناميكا الحرارية، والطاقة المتجددة.

اضافة اعلان


جاء ذلك خلال رعاية سموه حفل افتتاح فعاليات مدرسة البترا الدولية في الفيزياء الحادية عشرة، اليوم الثلاثاء، تحت شعار: "الذكاء الاصطناعي في العلوم الطبيعية"، والذي نظمته كليتا العلوم في الجامعة الأردنية وجامعة اليرموك، بالتعاون مع المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، ومركز عبد السلام الدولي للفيزياء النظرية في مدينة ترييستي الإيطالية.


وأشار سموه إلى أن البحث والملاحظة والتعلم هم جوهر التطور البشري، والحفاظ على هذا الفضول المعرفي، خاصة في أزمنة الحروب الحديثة وتفاقم أزمات البيئة والنزاعات وما تحمله من تشويه للقيم الإنسانية، أمر غاية في الأهمية، مشددا على أن لكل إنسان الحق في التفكير واستخدام المعرفة وتوظيف العلم بما يخدم الإنسانية.


ودعا سموه إلى ضرورة خلق رؤية جديدة في شرق المتوسط تقوم على التكامل في مجالات المياه والطاقة والغذاء والبيئة، والذي أطلق عليه سموه لقب "عنقود الحياة"، وأن العلم يجب أن ينشر على المستوى الشعبي لتتحول الفيزياء وسائر العلوم إلى أدوات للنهضة الإنسانية لا مجرد تخصصات نخبوية.


وقال رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات في كلمته خلال الحفل، إن انعقاد المدرسة يأتي في ظل ثورة علمية متسارعة يمثلها التقدم في مجالات التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، والحوسبة الكمومية، محذرا في الوقت ذاته من التحديات المرتبطة بهذه التحولات، وما قد تحدثه من فجوات متزايدة بين الدول، الى جانب ما تحمله من آثار تستوجب التفكير العميق والاستعداد المسبق.


وأعرب عن اعتزاز الجامعة بشراكتها الأكاديمية مع جامعة اليرموك في تنظيم هذا الحدث العلمي المتميز، الذي يجسد روح التعاون ويستحضر إرث الأنباط في البترا، الذين شيدوا أحد أعظم المدن الإنسانية بعبقرية هندسية تواصل إدهاش العالم حتى اليوم، مؤكدا أن الفيزياء بصفتها تعنى بفهم قوانين الطبيعة، وينبغي أن تسهم في خدمة ورفاهية وكرامة الانسان.


ودعا عبيدات إلى أن تكون العدالة والقيم الإنسانية البوصلة التي توجه مسيرة التطور العلمي، معربا عن شكره لسمو الأمير الحسن لدعمه المستمر لمسيرة الفكر والمعرفة، مؤكدا أن الأردن بقيادته الهاشمية الحكيمة ووعي شعبه سيبقى منارة للعلم والإبداع.


بدوره، قال رئيس جامعة اليرموك الدكتور مالك الشرايري، إن مدرسة البترا في الفيزياء تعد من أقدم وأعرق الفعاليات العلمية في الأردن، فمنذ تأسيسها قبل أكثر من أربعين عاما، شكلت منبرا علميا رائدا التقى فيه العلماء من مختلف الأجيال لتبادل الأفكار، وتعلم الاكتشافات الحديثة، وتعزيز روح التعاون العلمي عبر الحدود.


وأشار إلى أن الشراكة المتواصلة بين جامعتي اليرموك والأردنية في تنظيم هذه المدرسة العلمية العريقة تنبع من الرؤية الراسخة نحو الريادة والتميز في التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع.


وأضاف أن مشاركة الجامعة في هذه المبادرة تعبر عن الإيمان العميق بأن العلم لا يزدهر إلا في بيئة منفتحة يسودها التعاون والفضول العلمي، وعليه تواصل جامعة اليرموك سعيها الدؤوب لتعزيز رسالتها، محققة إنجازات جديدة في التصنيفات العالمية، واعتماد البرامج الأكاديمية، والابتكار البحثي.


وأضاف أن جامعة اليرموك أسست في السنوات الأخيرة قاعدة أكاديمية قوية في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال تطوير برامج أكاديمية جديدة تهيئ طلبتها لعصر رقمي وتقني متسارع.


وانطلاقا من هذه القاعدة، تطمح الجامعة إلى توسيع آفاقها نحو البحث العلمي المعتمد على الذكاء الاصطناعي في العلوم الطبيعية، لاستكشاف كيف يمكن للأنظمة الذكية أن تعزز الاكتشافات في مجالات الفيزياء والكيمياء والأحياء والدراسات البيئة. وتهدف الجامعة من خلال هذه الجهود إلى بناء شراكات علمية مثمرة تربط بين علوم البيانات والعلوم الطبيعية، بما سيسهم في ترسيخ مكانة جامعة اليرموك كمركز إقليمي رائد للبحث العلمي والابتكارات الناشئة متعددة التخصصات.


وفي ذات السياق، أعلن رئيس مدرسة البترا الدولية في الفيزياء الحادية عشر الدكتور نضال إرشيدات، أن الدورة الجديدة من المدرسة خصصت لاستشكاف آفاق الذكاء الاصطناعي في العلوم الطبيعية، بوصفه مجالا يشهد تحولا غير مسبوق في فهمنا للعالم، مؤكدا أن المدرسة تشكل مساحة للتعلم والتعاون وتبادل الأفكار، آملا ان يلهم المشاركين وتفتح آفاق جديدة للبحث والاكتشاف.


وأضاف أن المؤتمر هذا العام يسلط الضوء على الدور المحوري لعلوم ومبادئ الفيزياء، كالحوسبة الكمومية وعلم المواد والفيزياء الحيوية الحاسوبية، في تطوير الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وأهمية هذه العلاقة في تشكيل مستقبل التكنولوجيا، ليس من خلال النماذج الحسابية والخوارزميات فحسب، بل أيضا عبر تقديم رؤى عميقة حول طبيعة التعلم والمعلومات والأنظمة المعقدة.


من جهته، قال عميد كلية العلوم في الجامعة الأردنية الدكتور محمود الجاغوب إن الذكاء الاصطناعي يعزز العلوم ويمنح العلماء أدوات لاكتشاف الطبيعة وتسريع التقدم في مختلف المجالات، من الفيزياء والكيمياء إلى علوم البيئة والطاقة، منوها أن ما يميز هذا اللقاء جمعه لنخبة من العلماء من مختلف أنحاء العالم لتبادل الخبرات وبناء تعاون يتجاوز الحدود والتخصصات، مع تكاثف الجهود لسد الفجوة بين الأكاديميا والصناعة وتحويل المعرفة لحلول عملية.


وتناقش الجلسات مجموعة من القضايا العلمية المتقدمة التي تبرز العلاقة المتينة بين الذكاء الاصطناعي والفيزياء، بما في ذلك تطور مفاهيم وتطور الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وتطبيقاتهما في العلوم المختلفة، خاصة في علم المواد القائم على البيانات واكشاف الجينات المسؤولة عن خصائص المواد.


كما يتناول المؤتمر مواضيع كشبكات الرسم البياني العصبية، وقواعد البيانات الذكية، والتعلم النشط، والفيزياء الحيوية الحاسوبية، والديناميكا الجزيئية، والنماذج التوليدية القائمة على الطاقة، والتنبؤ الذكي بالهياكل الذرية، الى جانب مستقبل علم بيانات الكم والحوسبة الكمومية، والأنظمة الجزيئية الحيوية.

 
 
gnews

أحدث الأخبار



 
 





الأكثر مشاهدة