في الماضي، كانت القرى الأردنية تتبدل ملامحها بحلول الموسم، فتغدو الكروم ساحة عامرة بالحركة والحياة؛ فتمد العائلات مفارش صُنعت من أكياس الطحين، لتقضي أياما تجمع فيها حبات الزيتون في مشهد يعيد دفء الترابط وبهجة اللقاء.
يستعيد أبو أحمد العماوي من المزار الشمالي هذه الذكريات بفرح، ويقول: "تلك الأيام الجميلة ولّت، إذ حرمت مشاغل الحياة الكثيرين من الاستمتاع بهذا الموسم، بعد أن أصبح تضمين البستان عادة عند كثير من أصحاب كروم الزيتون".
كان هذا الموسم، بحسب العماوي، يشهد "تعزيل" الناس لبيوتهم، ونقل إقامتهم مؤقتا إلى كروم الزيتون ليقطفوا ثمار هذه الشجرة المباركة على أهازيج ترددها الأمهات والجدات:
وتقول الحاجة خديجة إن هذا الموسم المبارك لا يكتمل إلا بإعداد "المكمورة" أو "المطابقة"، فلا يمكنك مقاومة رائحتهما بعد خروجهما من الفرن، لا سيما إذا غمرتا بزيت الزيتون؛ فذلك يقوي العظام ويعزز النشاط.
"طقوس قطاف الزيتون لا تقتصر على ذلك"، يقول المزارع خلدون بني عامر، ويضيف: "هناك فزعة القطاف" إذ يهرع أصحاب الكروم لمساعدة المتأخرين في قطاف ثمارهم، حتى ينجز الجميع أعمالهم معا؛ فـ‘فزعة القطاف قرضة ودين، اليوم عندك وبكرا عند قرابتك’".
وبعد الفزعة، تأتي المكافأة على هيئة "عطية" من زيت المحصول، عرفانا بالجميل وتقديرا لجهد المشاركة والتعاون.
ورغم أن التكنولوجيا دخلت بعض مراحل قطاف الزيتون، إلا أن الموسم يبقى كرنفال فرح عائلي؛ أحفاد يتسابقون لجمع الثمار، وآباء يتسلقون الأشجار لفرط حبات الزيتون من أعلى الأغصان، وأجداد يرون في المشهد ذكرياتهم القديمة.
ويؤكد بني عامر أن أجمل لحظة يعيشها المزارع في هذا الموسم هي عندما يتذوق القطرات الأولى من زيت زيتونه، حينما تتدفق بعد عصر الثمار، إيذانا برحيل الموسم ومؤشرا على جودته.
-
أخبار متعلقة
-
أول تعليق من الفيفا بعد وصول الأردن إلى نهائي كأس العرب
-
رئيس الوزراء: أداء مميز قاد النشامى إلى نهائي كأس العرب
-
أول تعليق من الحكومة بعد تأهل النشامى إلى نهائي كأس العرب
-
عبر تغريدة ساخنة .. وليد الفراج يوجه رسالة بعد خسارة السعودية أمام النشامى
-
أبو ليلى يكشف تفاصيل الحديث الذي دار بينه وبين الأمير علي قبل لقاء السعودية
-
رأسية الرشدان تكتب المجد وتقود النشامى إلى نهائي كأس العرب 2025
-
هل حان وقت شرارة لرفع راية هجوم النشامى ؟
-
الأمير الحسن يترأس اجتماع مبادرة "السلام الأزرق – الشرق الأوسط" في بيروت
