الجمعة 19-04-2024
الوكيل الاخباري
 

أعطوني الطفولة



كنا نسميه الأستاذ، هكذا بدون اسم، حيث كانت تناط به، اغلب الأحيان، اضافة الى دروس التاريخ، مهمة الحلول مكان الأساتذة المتغيبين في جميع الدروس، وجميع الصفوف، حتى انه كان يحل محل الكاهن أحيانا في دروس التربية الدينية.اضافة اعلان


كان قاسيا وظالما وساخطا، بلا مبرر في اغلب الأحيان، مع طبع يميل الى الشراسة، التي لم يكن ينجو منها، حتى التلامذة الأوائل، كنت أحدهم في الصفوف الابتدائية، على الأقل. كان يضربنا بيديه الغليظتين، بدون سبب نفهمه، أغلب الأحيان.

غالبا ما يستغل الأستاذ الحصص، ليروي لنا قصصا وحكايات، حين يصعب عليه الدرس، وهذا ما كان يفرحني، رغم النهايات المؤلمة التي أتعرض لها نهاية الحكاية.

ذات حصّة غاب عنها المعلم الأصلي المختص، حدثنا عن قصة الإمبراطور، الذي اوهمه خيّاطه الخاص بانه فصّل له ثوبا شفافا لا يراه سوى الذين يحبون الإمبراطور، فخرج على شرفة قصره عاريا أمام الجمهور، يستعرض ثوبه الوهمي، فشرعت الحاشية في امتداح الثوب.

-يا ألهي ما أجملك في هذا الثوب

- أنت نصف إله

- لا بل أنت......

بينما الإمبراطور يسير الهوينى متباهيا بثوبه الوهمي، والخياط يدور حوله رافعا حواشي الثوب الوهمي، والجمهور يبدي اعجابه بالثوب الوهمي

صرخ طفل بين الجمهور قائلا:

- الإمبراطور عار تماما.

التفت الجميع صوب الطفل وقالوا بصوت واحد:

- مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاذا؟؟؟؟؟

أكمل الطفل صراخه:

- الإمبراطور عار تماما.... آها اهو اهييييييييييي

انسجمت مع القصة وما كان من جناب حضرتي سوى أن سألت الأستاذ بسرعة، دون أن ارفع إصبعي:

- وشو صار في الطفل، بعد ما حكى هالحكي.. استاذ؟؟

سكت الأستاذ للحظة ظننتها دهرا، ثم هجم صوبي بيديه الجبّارتين يصفعني في كل الاتجاهات، حتى غبت عن الوعي.