الخميس 18-04-2024
الوكيل الاخباري
 

الأمهات لا تغيب..



يتزامن حلول شهر رمضان الكريم مع ذكرى معركة الكرامة التي تحل ذكراها الخامسة والخمسون يوم غد، كما يتزامن الشهر الفضيل مع يوم الأم، فكل عام والامهات بألف خير، والرحمة والسكينة والجنة لوالدتي التي غادرت عالمنا ولكن ذكراها ستبقى باقية على طول الأيام، والرحمة لكل الأمهات.اضافة اعلان


ومع حلول شهر رمضان المبارك الذي يتوقع ان يحل الخميس المقبل او الجمعة على ابعد تقدير، فإنها مناسبة لتمني الخير والسعادة لأبناء شعبنا الصابر، والقوة والصمود لأولئك المرابطين في باحات المسجد الاقصى الذين يدافعون عن اولى القبلتين من قطعان المستعمرين ووزراء حكومة نتنياهو اليمينية التي ما انفكت ترفع من منسوب عنصريتها البغيضة ونازيتها المتواصلة وعربدتها التي لا تحفل او تكترث بقرارات اممية او تنديدات دولية، ونأمل أن يحل رمضان في العام المقبل، وقد انزاحت الغمة، وباتت الدول والشعوب اكثر تماسكا، وفلسطين حرة، وشعبنا اكثر سعادة.

وفي ذكرى معركة الكرامة، فإننا نستذكر ابطال المعركة الذين ضحوا بدمائهم للذود عن تراب الوطن وتصدوا بقوة وشراسة لجيش استعماري كان يعتقد انه لا يهزم، فألحقوا به هزيمة نكراء اضطر بموجبها لطلب هدنة لإخلاء قتلاه وجرحاه وآلياته المدمرة.

إن معركة الكرامة رغم أنفهم ورغم محاولاتهم طمس الحقائق، ستبقى خالدة ليس لأن النصر الذي تحقق كان مستحقا، وإنما لأن المعركة وضعت حدا لتطلعات مستعمر كان يطمح للتوسع شرقا بعد ان احتل في حرب حزيران عام 1967 سيناء وغزة وتوسع غربا، واحتل الجولان وتوسع شمالا، واحتل الضفة الغربية وتوسع شرقا، وكان يأمل مواصلة توسعه الشرقي باحتلال اجزاء من شرق النهر بعد ان احتل اجزاء من غربه، فهذا الكيان الذي اعتاد ان يقتل ويدمر ويحتل تحت عين العالم وبصره ودون ان يلاقي عقوبات رادعة جزاء ما يفعله بحق شعوب العالم ودوله، تفاجأ بجرأة لم يعهدها في الكرامة ووحدة كان يريد تفكيكها.

اليوم ونحن نتفيأ بظلال ذكرى معركة الكرامة، فإننا لا نملك الا ان نستذكر تضحيات ابطال الجيش وكل الشهداء الذين قدموا انفسهم دفاعا عن الوطن وترابه، وهي مناسبة لإعادة التأكيد ان هذا العدو النازي مهما تلون ومهما وقع على اتفاقيات ومعاهدات سيبقى يطمع ويخطط للتوسع على حساب دول وشعوب.

إن الكيان الصهيوني سيبقى عدونا الاول مهما حاول البعض زج دول اخرى في معركة الصراع، ورغم محاولات الكيان تقديم عداوة اطراف اخرى على عداوته، فإنه سيبقى بالنسبة لشعوبنا الغاصب القاتل، وسيبقى نبتا شيطانيا نبت في مكان ليس له، وترعرع على ارض لن تكون ارضه في يوم من الايام، ومهما طالت ايام بقاء هذا النبت الشيطاني فإنه سيأتي اليوم ويتم اقتلاعه من المنطقة من الجذور، ولن تستطيع تلك النبتة مواصلة نموها ان طال الزمن او قصر.

وقبل ان يتحدث البعض عن اهمية وضع حد لطموحات بعض دول المنطقة في امتلاك سلاح نووي، فإنه من الاجدر النظر للخطورة التي يشكلها ملف الكيان الصهيوني النووي، ويتوحد الجميع للمطالبة بشرق أوسط خال من اسلحة الدمار الشامل والمطالبة بتفتيش منشآت الكيان النووية.

إن معركة الكرامة ستبقى تحيا فينا حقيقة واحدة وهي ان عدونا الازلي هو هذا الكيان الصهيوني الغاصب، وان دول الجوار ستبقى منا ونحن منها، نختلف معها ونتفق، ولكن مهما طال امد اي خلاف ستعود الامور لنصابها، وستبقى دول الخليج وسورية ولبنان والعراق وايران وتركيا منطقتنا، ويبقى الكيان عدوا مهما حاول زج انفه.

اننا ونحن نستذكر معركة خالدة كالكرامة فإنه وجب استذكار قائدها البطل المرحوم مشهور حديثة الجازي الذي كان ايقونة حاضرة في الذاكرة لا تزول مهما تباعدت السنون، وهي مناسبة للترحم على القائد الجازي وشهداء المعركة.