السبت 20-04-2024
الوكيل الاخباري
 

الصناعة بحاجة لحزمة تحفيز نوعية



كشفت الشهور العصيبة الفائتة اهمية الاقتصاد الحقيقي.. صناعة وزراعة وعقار في حماية الاقتصاد وتوفير الاحتياجات الاساسية للمستهلكين الى جانب الخدمات الصحية والطبية التي يتداخل معها صناعات الادوية والكيماويات بشكل عام، كما اظهرت ضعف القيمة المضافة للخدمات المالية بشكل عام، لذلك تؤكد التطورات الاخيرة ضرورة الاهتمام بالقطاعات الانتاجبة وتقديم الحكومة لرزم تحفيز نوعية للقطاعات الإنتاجية في مقدمتها الصناعة التي ستشكل العمود الفقري للاقتصاد الاردني للسنوات القليلة المقبلة خصوصا صناعات التعدين من بوتاس وفوسفات واسمنت وصخر زيتي الى الصناعات التحويلية بشكل عام. اضافة اعلان


حزمة التحفيز الاكثر جدوى المطلوبة هي تلك الموجهة للصناعات التي تعتمد بشكل اكبر على الخامات المحلية والصناعات الغذائية، وهذا يستدعي ان تشمل الحوافز تقديم تخفيضات ضريبية ( مبيعات ودخل ) سخية من جهة، وإعفاء شاملا للمدخلات الصناعية لاسيما تلك التي تحقق قيمة مضافة عالية لاتقل عن 45 % من جهة اخرى.

وقد يكون من المناسب في ظل عالم تجاوز كثيرا على الاتفاقيات التجارية الثنائية والمتعددة الاطراف لصالح الاقتصاد المحلي البدء بإعادة تقييم تلك الاتفاقيات والتوجه لفرض رسوم جمركية على المستوردات على السلع التي لها بدائل محلية، وفي ذلك مصلحة عليا تتيح للصناعات الوطنية التطور..وتدريجيا تقديم منتجات اكثر جودة واقل سعرا، ويقينا سيقود ذلك الى تحقيق قفزة نوعية في الصادرات الوطنية الى الاسواق التقليدية والجديدة، خصوصا وان المبادلات التجارية ستشهد تغيرات نوعية في العلاقات الدولية.

وبالعودة الى قطاعات الاقتصاد الحقيقي فإن الحاجة اليوم اصبحت اكثر الحاحا للعمل على تخفيض تكاليف الإنتاج الوطني بنخفيض الكلف الرئيسية في مقدمتها الطاقة على اشكال وانواعها الإحفورية والمتجددة والإسراع بتشجيع استئناف مشاريع الطاقة المتجددة الشمسية والرياح الى جانب توليد الطاقة بالاعتماد على الصخر الزيتي المتاح بكميات تجارية وتكفي البلاد مدة تقدر بمئات السنوات، وعدم التردد بتقديم سياسات مالية مرنة تنحاز للإنتاج الوطني.

الاقتصاد الاردني برغم معاناته القديمة والمستجدة مع فيروس كورونا لا زالت اساسياته صامدة عمادها الموارد البشرية الثرية وقيادة حكيمة تتابع عن كثب التطورات، وموارد طبيعية اكثر من كافية إذا تم توظيفها بشكل خلاق، فالإنسان هو من يصنع التنمية وفي نفس الوقت هو هدفها، واي حديث لا يراعي هذه الابجديات يكون قد ابتعد كثيرا عن جوهر الحقيقية..فتجارب شعوب الارض قديما وحديثا تؤكد ذلك..