الإثنين 06-05-2024
الوكيل الاخباري
 

حين يأتي الأرق



زمان ..حين كان يستبد بك السهر ..كنتَ تستلقي على ظهرك وأنت في حوش الدار و تضع عينيك في السماء ..تسرح الى أكثر ما تريد ..و كنت تختمها بعدّ النجوم أو مراقبة تقاربها و تباعدها ..اضافة اعلان


اليوم ..يصيبك الأرق ..ولا تملك حوشًا ولا حتى دارًا كي تتمدد و تضع عينيك في السماء .. وحيث وجهت بصرك الى فتحة أو كوّة رأيت عمارة تمنع عنك الأفق و الأجواء ..لذا أنت تستلقي على ظهرك في شقتك ..تحاول أن تسرح باللمبة ..بالابريز ..بساعة الحائط ..تحاول ..مجرد تحاول ..لكن اللمبة تقطع عليك سرحانك ليذهب بصرك سريعًا الى الطاولة لتتأكد أن فاتورة اللمبة وأخواتها مستلقيات على ظهورهن بأمان ..

زمان ..كنت اذا أردت أن تطفش من أبيك أو أمك أو أخيك الأكبر ..كنت فقط تضمن لنفسك أن تقف على ساقيك لكي تطلقهما للريح ..تركض في أي اتجاهٍ تريد ..والى أي مدى تحب .. بل تذهب بلا شيء و تعود محمّلا بكل شيء ..

اليوم ..ينتابك شعور جارف أن تهرب منك ..من أولادك ..من التلفزيون ..من تفاصيل بيتك ..من مراياك ..من كتبك ..من أوراقك ..من فيس بوكك ..من حلم حلمته في زاويةٍ ما ..تهرب ..بل تحاول أن تهرب ..مجرد تحاول ..تفتح باب بيتك ..تكتشف أن الاسانسير معطل ..وأنت ما عدت قادرًا على الركض في كل تجاه ..والاتجاهات كلّها ليس فيها مدى ..وليس فيها رحابة ..وان خرجتَ بكل شيء فستعود بلا شيء ..

لذا .. فانك تتقن كيف تمارس الأرق و العودة سريعًا لتفاصيلك التي لا تفارقها الوحدة و عذاب انتظار النهار ..