الخميس 18-04-2024
الوكيل الاخباري
 

خَطيّاتُنا في رقابِكم



جفونك (مسمطات)؛ مشيتك (فوكحة)؛ تشعر أن جسدك اقترب من مرحلة الشواء الأخير..! تريد أن تتكلّم فتشعر عندما تفتح فمك أن هناك نارا تخرج منه وكأنك (التنين)..!اضافة اعلان


تسأل نفسك في عزّ دين (الشوب): من أنا؟ ومن هؤلاء الماشون حولك..؟ يرنّ تلفونك عشرات المرّات..تقرف من الردّ..لا نفس لك بأي شيْ..كلّ هذا الحرّ يقتل رغبتك في استخدام حواسك؛ أصلاً حواسك لا يعملن بشكل سليم؛ الرؤيا عندك مشوّشة وشايف الديك أرنباً؛ والسمع كأن كلّ شيء يخرج صوته في أذنيك بذات اللحظة؛ ولا طعم إلاّ للعرق المالح وحاستك السادسة ثقب خرابها أوسع من ثقب الأوزون..!

ما الذي يحدث بنا ؟ كورونا وقلّة مصاري وقلّة شغل وشوب وحظر وآفاق مسدودة وشوارع تمشي ضدك وأنت مجبور بأن تمشي مشلولاً وعكس السير..! لماذا هذا الشعور بأنك لا تصحو ولا تنام؛ لا تمرض ولا تشفى؛ لا تقعد ولا تقف؛ لا تأكل ولا تشبع؛ لا تتكلّم ولا تصمت..لا حرب هي ولا سلام..! شعور التناقضات هذا مقيت..!

أهلي وإخواني وأقاربي وأترابي وأحبابي وكل سيرتي الكبرى في (منطقة الكرامة / لواء الشونة الجنوبية) التي تجتاحها الكورونا هذه الأيّام وتتغوّل عليها..فقراء الناس هناك لا يستطيعون مقاومة أي شيء؛ لأنهم بلا دفاعات؛ لأنهم بلا ظهور تحميهم؛ وحياتهم تسير يوماً بيوم..!

وتأتيهم شمس الأغوار. هوّايات تموت ضحكاً وهي تشتغل وتأتي بالهواء الساخن..الاسفلت أو زفتة الاسفلت في هذا الجو تقترب من وضع المرق..وهناك وفيات من ضربات الشمس في الأغوار. لا حقوق إنسان ولا حقوق نسوان ولا حقوق زفتان..! إنها الأغوار..البعيدة عن العين والبعيدة عن القلب..!

خطيّتنا بل خطيّاتنا في رقابكم..ولا أزيد.