الأحد 05-05-2024
الوكيل الاخباري
 

كيف خدمت إستراتيجية حماس السيبرانية "طوفان الأقصى"؟

1086046355 (1)


الوكيل الإخباري- في عوالم الحرب السيبرانية الغامضة، غالبا ما يكون من الصعب معرفة الحقائق بشكل واضح، فإن الانتشار السهل لما تُعرف بالأسلحة السيبرانية الهجومية خلال السنوات الأخيرة أدى إلى خلق ساحات معارك تعجّ باللاعبين، ويمتزج فيها المجرمون والدول والمدافعون عن قضايا والعابثون وغير هؤلاء من الجهات الفاعلة.

اضافة اعلان


"لن أقول إنهم أقوياء أو ضعفاء، بل إنهم مثيرون للاهتمام"، بهذا علق ضابط كبير في إدارة السايبر بالجيش الإسرائيلي، لصحيفة "ديلي بيست" بشأن المحاربين السيبرانيين في حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

 

هناك عديد من السيناريوهات التي يضعها الخبراء الأمنيون لمعرفة دور هجمات حماس السيبرانية في السنوات التي سبقت عملية طوفان الأقصى الأخيرة، وهناك عدة عوامل تسهم في نجاح كثير من عمليات المقاومة الإلكترونية، ولعل من أهم هذه السيناريوهات أن:


التجنيد في إسرائيل إجباري، وهو ما يجعل أغلب الجنود من فئة الشبان الذكور قليلي الخبرة، مما يسهل اصطيادهم من خلال تطبيقات المواعدة والهوايات مثل كرة القدم.


الهدف الرئيسي من الاستهداف على وسائل التواصل الاجتماعي هو جمع معلومات عن الجندي ومكان عمله وأقاربه وحتى مرؤوسيه، وبذلك يستطيع المهاجم تكوين ملف خاص عن كل منهم ومعرفة قيمة ما يعرفه.


بعد جمع المعلومات من منصات التواصل، يستهدف محاربو حماس السيبرانيون أهدافهم بتطبيقات خاصة (مواعدة، كرة قدم، تحذير)، كل بحسب نقاط الضعف التي جمعت عنه. ويكون الهدف من هذه العمليات هو معرفة تحركات الجنود على الأرض، وخصوصا في منطقة جغرافية محددة مثل المعسكر، وهذا النوع من المعلومات السرية لا يمكن الوصول له عبر الجواسيس على الأرض إلا بصعوبة بالغة.


يرسم المحاربون السيبرانيون عن طريق تطبيقات معينة خرائط لتحديد تحركات أهدافهم، ومن خلالها يمكنهم معرفة المناطق والغرف داخل المعسكرات التي يعملون فيها، مما يتيح لهم رسم خطط الاقتحام وتزويد مقاتليهم على الأرض بهذه الخرائط.


محاربو حماس السيبرانيون، بإمكاناتهم المتواضعة وربما البدائية، وبما يشبه حرب عصابات ساحتها عالم الإنترنت المظلم، استطاعوا اختراق إسرائيل، الدولة التي يشيد العالم أجمع بقدراتها السيبرانية.

هذا الصراع وإن كان خافيا على كثير من القراء والمتابعين، فإن نتائجه تجلّت في عملية "طوفان الأقصى" الأخيرة التي حملت تفاصيلها آثار بصمات محاربي حماس السيبرانيين.

 

الجزيرة