الخميس 2025-10-23 09:10 م
 

كيف تؤثر الشاشات الحديثة على تركيز السائق أثناء القيادة؟

غاغا
تعبيرية
 
10:38 ص

الوكيل الإخباري-   لم تعد القيادة في القرن الحادي والعشرين كما كانت في الماضي؛ فبدل المقود البسيط والأزرار التقليدية، أصبح السائق محاطاً بشاشات رقمية ضخمة وأنظمة تحكم ذكية واتصالات متكاملة مع الهواتف المحمولة.

اضافة اعلان


ورغم أن هذه التقنيات صُممت لتوفير الراحة والدقة، إلا أنها قد تتحول في لحظة إلى عبء يهدد السلامة عندما تشغل السائق عن الطريق.


تحذير من “ديكرا”: القيادة أصبحت عمياء جزئياً
أطلقت منظمة "ديكرا" الألمانية للفحص الفني تحذيراً شديد اللهجة من تزايد تشتّت الانتباه بسبب الأنظمة الرقمية في السيارات الحديثة والهواتف الذكية، مؤكدة أن “القيادة أصبحت عمياء جزئياً”، وأن التكنولوجيا التي وُجدت لتسهيل القيادة قد تُعقّدها وتعرض الأرواح للخطر.
وأوضحت المنظمة أن كثيراً من وظائف السيارات الحديثة، مثل التحكم بدرجة الحرارة أو تشغيل الموسيقى أو نظام الملاحة، تختبئ داخل شاشات لمسية متعددة القوائم، ما يجبر السائق على البحث والنقر والتنقّل أثناء القيادة، وهو ما يطيل فترة صرف الانتباه عن الطريق ويضاعف احتمالية الحوادث.


“ثوانٍ صامتة” قد تغيّر مصير حياة
تشير دراسة حديثة لـ"ديكرا" إلى أن تنفيذ أوامر بسيطة عبر الشاشة يستغرق أكثر من ضعف الوقت مقارنة بالأزرار التقليدية. فعند سرعة 80 كيلومتراً في الساعة، فإن فقدان الانتباه لمدة ثانية واحدة يعني قطع 22 متراً دون رؤية الطريق، وهي مسافة كافية لوقوع حادث مميت إذا ظهر عائق مفاجئ.
ويحذر الخبراء من أن هذه “الثواني الصامتة” تمثل خطراً خفياً يهدد حياة السائقين والركاب والمارة على حد سواء.


السيارة تتحول إلى هاتف متحرك
وترى “ديكرا” أن تصميم السيارات الحديثة جعل تجربة القيادة شبيهة باستخدام الهواتف الذكية، وهو ما يحمّل السائق عبئاً إدراكياً لا يتناسب مع متطلبات التركيز البصري والحركي أثناء القيادة.
وقالت المنظمة في تقريرها: “كل ضغطة على الشاشة هي لحظة غياب عن الطريق. التكنولوجيا لا تخطئ، لكن السائق بشر، والانتباه البشري محدود.”


 دعت المنظمة السائقين إلى تهيئة السيارة قبل الانطلاق من خلال ضبط المقعد والمرايا والمحطة الإذاعية ونظام الملاحة مسبقاً، لتجنب التفاعل مع الشاشات أثناء القيادة. كما أوصت باستخدام أنظمة التحدث الحر (Hands-Free) بحذر، مع تجنب المحادثات الطويلة أو العاطفية التي قد تشتت الذهن، مشددة على أن التوقف لبضع دقائق أكثر أماناً من ثوانٍ قاتلة.


الهواتف المحمولة.. “رفيق خطر” خلف المقود
أكدت “ديكرا” أن الهواتف المحمولة تظل من أبرز مسببات الحوادث الحديثة، ليس فقط أثناء المكالمات، بل بسبب الرسائل وتطبيقات التراسل ومواقع التواصل الاجتماعي. وغالباً ما تقع الحوادث خلال “نظرات سريعة” إلى الشاشة يظن السائق أنها غير مؤذية.


دعوة لمصنّعي السيارات
وشدد خبراء السلامة على أن هذه النتائج تضع شركات صناعة السيارات أمام مسؤولية جديدة، تتمثل في إعادة تصميم واجهات الاستخدام الرقمية لتكون أكثر وضوحاً وأقل تطلباً لتفاعل السائق.
ويقول المهندس الألماني توماس فيشر:
“السيارة ليست هاتفاً متحركاً. التكنولوجيا يجب أن تدعم السائق، لا أن تصرفه عن الطريق. فكل ضغطة غير ضرورية قد تكلّف حياة.”

 

الجزيرة 

 
 
gnews

أحدث الأخبار



 
 





الأكثر مشاهدة