والتحسب بالفهم العام أن يكون لديك استراتيجيات وخطط للتعامل مع تحديات وتداعيات سلوك الإدارة الترمبية المنفلتة من كل منطق.
هذا السؤال برسم الإجابة الرسمية، ليس فقط تصريحًا، بل سلوكًا.. والأهم سلوكًا، لأن ترمب سيطلب، أو هو بالأحرى طلب (...) وسلوكنا العملي في الرد على طلبه يعطينا إشارة إلى أي حد تحسبنا وتحضرنا للرد.
ترمب علّق المساعدات، لأشهر أو لأمد طويل، وعلى ما يبدو رهَن ذلك بقبول استضافة عشرات الآلاف من أبناء غزة "مؤقتًا" أو "لأمد طويل" بحسبه، بحجة الُعمار، ولاحقًا للتعامل مع منطقه حيال مستقبل الضفة الغربية.
أي، هو يريد من الأردن ومصر، بالأساس، ودول عربية بشكل ثانوي، استيعاب مليون ونصف المليون من أبناء غزة لحين إعمار غزة، وهذه ذريعة واهية في خلفيتها مخاطر.
هذا منطق ترمبي متهافت، لا ينطلي على عاقل ولا حتى على محدود التفكير، وبخاصة إذا ما استحضرنا تفاصيل "صفقة القرن" التي ضغط لإنفاذها في إدارته السابقة، وسيعود لفرضها في إدارته الحالية.
ماذا علينا أن نفعل..؟
علينا، أو هكذا يفترض، فهم السياق الذي يعمل به ترمب وإدارته الصهيونية، وفهم هذا السياق يساعد في تصميم آليات الاشتباك مع التحديات التي تفرضها مطالبه، والتي، حتما، ستتجاوز قطاع غزة إلى الضفة الغربية.
فإذا كنا توقعنا المخاطر من السياسات الأميركية و"الإسرائيلية" في الضفة الغربية، فنحن اليوم، وبصورة غير متوقعة، في مواجهة مخاطر تفريغ جزء من قطاع غزة باتجاه الأردن.
بمعنى أن محاصرة الأردن اقتصاديًا، والتضييق عليه سياسيًا، وربما أمنيًا وعسكريًا، يستهدف إخضاعه للسياسات والقرارات الترمبية التي تستهدف تمكين "إسرائيل" من ضم الضفة الغربية، وتفريغ قطاع غزة من أغلب سكانه.
ألم يتحدث ترمب عن توسيع "إسرائيل"؟.. وهو الذي من قبل اعترف بالجولان السوري جزءًا من الكيان والقدس عاصمة موحدة له! فمثل هذه السياسات والقرارات لن تكون صعبة أو معقدة وفقًا لمنطق ترمب وطريقة تفكيره.
مجمل ما أريد قوله هنا، أن الأردن المحاط بالمخاطر يحتاج "خلية أزمة" تصمم مقاربة تنجو به من هذه المخاطر.
"خلية أزمة" من رجال دولة؛ متنوعة، وازنة، عميقة، بعيدة النظر وقادرة على الاشتباك مع التحديات وكل أشكال المخاطر التي يمكن أن تعصف بنا جراء تصور الأردن في ذهنية ترمب.
إن الوقت المتاح لبناء مقاربة مجابهة وطنية، ليس كبيرًا، فالأحداث تتسارع بصورة لافتة، وترمب لن يمنحنا وقتا لإعادة التموضع بما يحمي بلدنا، لكن بمقدورنا أن نجترح حلولًا تتصدى لمنطقه.
وأول ما يجب أن نعمل عليه وطنيًا هو العمل الفوري والجدي لسد الثقوب في الجبهة الداخلية، والسعي لتصليبها لتكون عونًا في المواجهة مع ما يتطلبه هذا الأمر من اعتراف بالواقع بدون إنكار أو تعامٍ.
الأمر جَد، لا هزل، وتطورات الأحداث في الإقليم لن تغفل عنا، ولا خيار غير الاشتباك معها بمنطق وطني خالص، وإدراك أن الدولة مكشوفة الظهر، عربيًا وإسلاميًا، وليس أمامها إلّا أن تعمل وحدها ومن منطلق مصالحها للدفاع عن وجودها وهويتها.
-
أخبار متعلقة
-
الشركة الأردنية الفلسطينية: تعاقدات لتصدير 4 آلاف طن خضروات إلى أوروبا
-
2700 شخص يستفيدون من مشروع تعزيز قدرة اللاجئين للاعتماد على الذات
-
الأمن يضبط مركبة ظهرت في فيديو يقودها صاحبها من المقعد المجاور
-
421 مليون دينار قيمة قروض بطاقات الائتمان حتى آب من العام 2025
-
بلدية إربد تواصل تنفيذ خطتها لتعبيد الطرق وتحسين واقع النظافة في المدينة
-
الغذاء والدواء تنفذ 5 آلاف جولة تفتيشية على المنشآت الغذائية خلال أيلول
-
إخماد حريق مركبة في متنزه غمدان دون إصابات
-
تعليمات جديدة للمركبات: موافقات أوروبية وخليجية إلزامية