الثلاثاء 19-03-2024
الوكيل الاخباري
 

محبا للفقراء ومساعدة المحتاجين

والدة أصغر طبيب ضحية كورونا للوكيل : والده لم يودعه وهو ابني البكر - صور

دط
ضحية فيروس كورونا الدكتور ابراهيم قني


الوكيل الإخباري - جلنار الراميني - لم يشفع له طموحه وعمره ، من أن يغض فيروس كورونا الطرف عنه ، فباغته وكان أصغر ضحية الفيروس في فئة الأطباء الأردنيين ، وبات اليوم في ذكرى الإنسانية ، طبيبا ، منجزا ، مبدعا .

الدكتور إبراهيم عبد الرؤوف صبري قني ، توفي الثلاثاء الماضي بفيروس كورونا ، بعد أسبوع من الإصابة ، حيث أدخل إلى مستشفى الأمير حمزة الثلاثاء قبل الماضي ، وقد غلبه المرض أمام تحديه ،فتوفّاه الله شهيد الواجب والإنسانية، حيث لم يستطع التنفس بشكل جيد، ما أدّى إلى وفاته .

اضافة اعلان

 

والدته تروي تفاصيل مؤثرة 
والدة إبراهيم قني ، تروي لـ"الوكيل الإخباري " ، تفاصيل وفاة فلذة كبدها "البكر" ، الذي يبلغ من العمر (30) عاما ، حيث كان يعمل في إحدى العيادات الخاصة ، في منطقة البقعة ، حيث خالط أحد المصابين بالفيروس ، وبعدها كانت بداية الفجيعة لعائلته .

تقول " لم نكن نتوقع وفاة ابراهيم ، وقد قامت أختي بإعلامي بخبر وفاته، وكان هنالك أمل أن يتعافى من الفيروس ، إلا أن شدة المرض ، أنهكته ، فتغلّب عليه ، حيث مكث في المستشفى أسبوعا ، وغادر الحياة ، فجأة ، ولا زلنا نعيش حالة الصدمة".


الشاب إبراهيم ، شقّ حياته بعد معاناة حيث أنّه لا يملك هوية أردنية ، وهو من ابناء الاردنيات ، فعمل في القطاع الخاص ، بعد تخرجه من جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا عام 2016،  وبدأ مشواره الطبي ، في الطب العام ، وكان طموحه ان يكمل في تخصص طب الأطفال ، وفق حديث والدته .


إبراهيم لديه شقيق توأم ويدعى "محمد" ، يستذكره ، فقد كان يقوم - إبراهيم - بمعالجة الفقراء والأيتام "مجانا" ، طلبا للأجر والثواب ، ويستذكر قصة طفولتهما مع بعضهما ، وكيف كبرا وترعرعا ، واليوم يفارقه ويفارق عائلته التي أضحت تبكيه ، بعد أن وارى الثرى الأربعاء الماضي .


ما يزيد من الفجيعة ، أن والد إبراهيم يعمل في المملكة العربية السعودية ، ولم يودّعه خلال مرضه ، نتيجة للأوضاع الراهنة ، وحتى أنه لم يقم بوداعه إلى مثواه الأخير ، فعاد من الرياض إلى الأردن قبل يومين ،وابنه تحت التراب .


وبيّنت والدة إبراهيم ، ان آخر وجبة غداء تناولها من يدها هي "المحاشي" ، لافتة انه كان يقوم بآداء واجبه الطبي ، على أكمل وجه ، عدا عن حبّه للآخرين، ومساعدة ميسوري الحال ، كما أنه حاصل على عدد من الشهادات العلمية .

هذه قصة الشاب إبراهيم ، الضحية الجديدة في معركة كورونا ، وما زالت صورته في زوايا المنزل حاضرة وإن غاب جسده .

 

وكانت آخر منشورات الدكتور قني عبر صفحته على "الفيسبوك".
إلى فضائك يا شمس حلّقي،وابعثي لنا عند كل إطلالة بسمتك الشجية كي تنقل العدوى لنا ،فنحيا بكرامة.