اعتقد بكل صراحة ان نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية السيد ايمن الصفدي الموجود في واشنطن، متفائل بشكل مبالغ فيه، حول دور الادارة الاميركية وتل ابيب، بشأن ملف السلام.اضافة اعلان
سبب المبالغة اننا نرسم المشهد وكأننا نقارن امام عهدين، عهد ماض يرتبط بترمب -نتنياهو، وعهد مبشر بالخير يرتبط بالرئيس الاميركي الحالي جو بايدن، ورئيس الحكومة الاسرائيلية الحالية نفتالي بينيت، وبرغم الفروقات الشكلية الا ان العبرة في النهايات المقبلة.
في مقابلته الهامة مع قناة العربية يورد الوزير عدة نقاط حول الاسرائيليين، من أبرزها قوله أن الحكومة الإسرائيلية السابقة فعلت كل ما تستطيع فعله لـتخريب العلاقات في المنطقة وإغلاق الباب أمام كل آفاق تحقيق السلام، وان الاردن يريد حلا ينصف الشعب الفلسطيني يمكنه من الحصول على دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران ، 1967، مشيرا الى وجود تحديات تتعلق بالتركيبة السياسية الحالية للحكومة الإسرائيلية، مؤكدا أن الجميع يعمل من أجل إيجاد أفق حقيقي، وأن ” ..حل الدولتين هو السبيل الوحيد وبديل حل الدولتين هو حال الدولة الواحدة ولا أقول حل الدولة الواحدة لأن الدولة الواحدة لن تكون حلا وسيكون هناك تكريس لنظام الفصل العنصري، ما يعني أن الصراع سيبقى موجودا”.
في ذات المقابلة يقول عن الاميركيين، إن تغيرا جذريا مهما طرأ على مواقف الولايات المتحدة، فالإدارة الحالية منذ استلامها أعلنت التزامها بحل الدولتين ورفض المستوطنات ورفض مصادرة الأراضي، كما أعادت الدعم للسلطة الفلسطينية، وكذلك دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا ، وإن تلك الخطوات إيجابية مع ضرورة البناء عليها.
في سياق المطابقات بين الدلالات والنصوص، يبدو الوزير هنا، وكأنه يقول ضمنيا، ان المراهنة على هذه المرحلة ممكنة، مع التغيرات في واشنطن وتل ابيب، مقارنة بحقبة ترمب – نتنياهو، لكن هذه المطابقات تأخذنا الى مسارب اكثر حساسية، خصوصا، عند السؤال عن وجود مشروع اميركي اصلا، لاطلاق مفاوضات السلام، وهذا غير موجود، اضافة الى ان الواضح وفقا لجهات مطلعة ان الاميركيين يريدون استبدال مشروع قيام دولة فلسطينية، بمشروع اقتصادي يحسن حياة الفلسطينيين المعيشية، دون افق سياسي، وعلينا ان نلاحظ ان الادارة الاميركية مشغولة اصلا بملفات ليس لها اي علاقة بكل الشرق الاوسط، ولا حتى القضية الفلسطينية التي تتعامل معها من باب ادانة الادارة الاميركية السابقة، فقط، ومن باب تحسين السمعة في المنطقة.
ينطبق الامر بذات الدلالات على الحكومة الاسرائيلية الحالية، التي لا يمكن تقديمها باعتبارها جنة مقارنة بجهنم الحكومة الاسرائيلية السابقة، فهذه مطابقة غير معقولة، لاننا نعرف ان الحكومة الحالية قابلة للسقوط، تحت وطأة الهشاشة وظروف مختلفة، كما انها غير قادرة اساسا على تقديم اي حل سياسي للفلسطينيين، ولا يجوز لنا ان نحاول تقديمها للرأي العام بهذه الصورة المحسنة مهما كانت هناك معلومات تدل على احتمالات محددة، لان الواقع الفعلي يجعلها في ذات قالب حكومة نتنياهو، وان كان بطريقة مختلفة، وخادعة جدا.
مرت على واشنطن وتل ابيب ادارات وحكومات مختلفة، ولم يتغير شيء، فالمشروع الاسرائيلي متواصل من حيث مصادرة الارض، وبناء المستوطنات، وغير ذلك من مهددات للقدس، والحرم القدسي، والمسجد الاقصى، ولو اردنا تعداد هذه المهددات لما انتهينا، لكن وجه الاثارة هنا، ان نبث التفاؤل بين بعض المتابعين، ونقول لهم ان توليد دولة فلسطينية امر ممكن، على الرغم من ان كل المؤشرات تقول ان الكل يتلاعب بملف القضية الفلسطينية، بشكل او آخر على مستوى العالم، في ظل حالة خذلان كبيرة لهذه القضية، حتى على مستوى اداء سلطة اوسلو.
هذا الكلام ليس تجريحا للوزير الفاضل، ولغته هنا لغة دبلوماسية سائدة بين وزراء الخارجية، من حيث الصياغات ، لكن الوقائع على الارض تقول شيئا آخر، ولهذا لا يجوز ان نذهب بعيدا في تصنيع صورة مستجدة تقول ان الوضع قد اختلف واننا امام مرحلة مختلفة عن سابقاتها.
لن يتغير شيء، والمشروع الاسرائيلي متواصل، وهذه هي الحقيقة التي ينبغي أن نعرفها.
سبب المبالغة اننا نرسم المشهد وكأننا نقارن امام عهدين، عهد ماض يرتبط بترمب -نتنياهو، وعهد مبشر بالخير يرتبط بالرئيس الاميركي الحالي جو بايدن، ورئيس الحكومة الاسرائيلية الحالية نفتالي بينيت، وبرغم الفروقات الشكلية الا ان العبرة في النهايات المقبلة.
في مقابلته الهامة مع قناة العربية يورد الوزير عدة نقاط حول الاسرائيليين، من أبرزها قوله أن الحكومة الإسرائيلية السابقة فعلت كل ما تستطيع فعله لـتخريب العلاقات في المنطقة وإغلاق الباب أمام كل آفاق تحقيق السلام، وان الاردن يريد حلا ينصف الشعب الفلسطيني يمكنه من الحصول على دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران ، 1967، مشيرا الى وجود تحديات تتعلق بالتركيبة السياسية الحالية للحكومة الإسرائيلية، مؤكدا أن الجميع يعمل من أجل إيجاد أفق حقيقي، وأن ” ..حل الدولتين هو السبيل الوحيد وبديل حل الدولتين هو حال الدولة الواحدة ولا أقول حل الدولة الواحدة لأن الدولة الواحدة لن تكون حلا وسيكون هناك تكريس لنظام الفصل العنصري، ما يعني أن الصراع سيبقى موجودا”.
في ذات المقابلة يقول عن الاميركيين، إن تغيرا جذريا مهما طرأ على مواقف الولايات المتحدة، فالإدارة الحالية منذ استلامها أعلنت التزامها بحل الدولتين ورفض المستوطنات ورفض مصادرة الأراضي، كما أعادت الدعم للسلطة الفلسطينية، وكذلك دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا ، وإن تلك الخطوات إيجابية مع ضرورة البناء عليها.
في سياق المطابقات بين الدلالات والنصوص، يبدو الوزير هنا، وكأنه يقول ضمنيا، ان المراهنة على هذه المرحلة ممكنة، مع التغيرات في واشنطن وتل ابيب، مقارنة بحقبة ترمب – نتنياهو، لكن هذه المطابقات تأخذنا الى مسارب اكثر حساسية، خصوصا، عند السؤال عن وجود مشروع اميركي اصلا، لاطلاق مفاوضات السلام، وهذا غير موجود، اضافة الى ان الواضح وفقا لجهات مطلعة ان الاميركيين يريدون استبدال مشروع قيام دولة فلسطينية، بمشروع اقتصادي يحسن حياة الفلسطينيين المعيشية، دون افق سياسي، وعلينا ان نلاحظ ان الادارة الاميركية مشغولة اصلا بملفات ليس لها اي علاقة بكل الشرق الاوسط، ولا حتى القضية الفلسطينية التي تتعامل معها من باب ادانة الادارة الاميركية السابقة، فقط، ومن باب تحسين السمعة في المنطقة.
ينطبق الامر بذات الدلالات على الحكومة الاسرائيلية الحالية، التي لا يمكن تقديمها باعتبارها جنة مقارنة بجهنم الحكومة الاسرائيلية السابقة، فهذه مطابقة غير معقولة، لاننا نعرف ان الحكومة الحالية قابلة للسقوط، تحت وطأة الهشاشة وظروف مختلفة، كما انها غير قادرة اساسا على تقديم اي حل سياسي للفلسطينيين، ولا يجوز لنا ان نحاول تقديمها للرأي العام بهذه الصورة المحسنة مهما كانت هناك معلومات تدل على احتمالات محددة، لان الواقع الفعلي يجعلها في ذات قالب حكومة نتنياهو، وان كان بطريقة مختلفة، وخادعة جدا.
مرت على واشنطن وتل ابيب ادارات وحكومات مختلفة، ولم يتغير شيء، فالمشروع الاسرائيلي متواصل من حيث مصادرة الارض، وبناء المستوطنات، وغير ذلك من مهددات للقدس، والحرم القدسي، والمسجد الاقصى، ولو اردنا تعداد هذه المهددات لما انتهينا، لكن وجه الاثارة هنا، ان نبث التفاؤل بين بعض المتابعين، ونقول لهم ان توليد دولة فلسطينية امر ممكن، على الرغم من ان كل المؤشرات تقول ان الكل يتلاعب بملف القضية الفلسطينية، بشكل او آخر على مستوى العالم، في ظل حالة خذلان كبيرة لهذه القضية، حتى على مستوى اداء سلطة اوسلو.
هذا الكلام ليس تجريحا للوزير الفاضل، ولغته هنا لغة دبلوماسية سائدة بين وزراء الخارجية، من حيث الصياغات ، لكن الوقائع على الارض تقول شيئا آخر، ولهذا لا يجوز ان نذهب بعيدا في تصنيع صورة مستجدة تقول ان الوضع قد اختلف واننا امام مرحلة مختلفة عن سابقاتها.
لن يتغير شيء، والمشروع الاسرائيلي متواصل، وهذه هي الحقيقة التي ينبغي أن نعرفها.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي