السبت 2024-12-14 03:49 م
 

هكذا استعيدت جثث ضحايا 'تايتنك'

121211
11:43 ص

الوكيل الإخباري - خلال أول رحلة لها عبر المحيط الأطلسي ما بين مدينتي ساوثمبتون (Southampton) ونيويورك، اصطدمت سفينة "تايتنك" أثناء الليلة الفاصلة بين يومي 14 و15 نيسان/ أبريل 1912 بجبل جليدي لتغوص على إثر ذلك نحو أعماق المحيط ضمن واحدة من أسوأ الكوارث البحرية زمن السلم. وخلال هذه الحادثة، توفي ما لا يقل عن 1500 شخص إما غرقا أو تجمدا بسبب درجات الحرارة المنخفضة.

اضافة اعلان


وعقب بداية عمليات إنقاذ الناجين، كلفت بعض السفن الأخرى بمهمة التوجه نحو موقع غرق السفينة تايتنك لجمع جثث المتوفين أملا في تسليمها لأهاليها.

 

اختيار مدينة هاليفاكس
وبسبب احتوائها على ميناء كبير وامتلاكها شبكة سكك حديدية، وقع اختيار مؤسسة وايت ستار لاين (White Star Line)، المالكة لتايتنك، على مدينة هاليفاكس (Halifax)، الواقعة بمقاطعة نوفا سكوشا (Nova Scotia) الكندية، لاستضافة جثث ضحايا السفينة المنكوبة. من جهة ثانية، تميزت هاليفاكس بقربها من موقع غرق تايتنك، وبفضل ذلك، تحدث المسؤولون بمؤسسة وايت ستار لاين عن سهولة مهمة استعادة ونقل الجثث نحوها.


إلى ذلك، اتجهت وايت ستار لاين لتكليف سفينة سي أس ماكاي بينيت (CS Mackay-Bennett)، المختصة في مجال وضع كابلات الاتصال بالمحيط الأطلسي، بمهمة البحث عن الجثث. ويعزى السبب في ذلك لامتلاك طاقم هذه السفينة للخبرة الكافية بمجال الإبحار بالمحيط الأطلسي ومواجهة الظروف المناخية القاسية، وأملا في إقناعهم بإنجاز هذه المهمة على أحسن وجه، وعدت وايت ستار لاين البحارة على متن السفينة سي أس ماكاي بينيت بامتيازات وأجور إضافية.

 

328 جثة فقط
يوم 17 نيسان/أبريل 1912، أبحرت السفينة سي أس ماكاي بينيت باتجاه موقع غرق تايتنك، وفي الأثناء، جهزت هذه السفينة بمئات التوابيت الخشبية والأكياس المخصصة لحفظ الجثث، كما وضع على متنها ما يقارب 100 طن من الجليد والمواد الأخرى الحافظة المستخدمة بمجال التحنيط لتسهيل عملية نقل الجثث والحفاظ عليها. من جهة ثانية، دعت مؤسسة وايت ستار لاين عددا من السفن الأخرى للمشاركة بعملية جمع الجثث ونقلها نحو هاليفاكس.

يوم 20 نيسان/أبريل 1912، بلغت السفينة سي أس ماكاي بينيت موقع غرق تايتنك لتباشر على إثر ذلك بمهمة جمع الجثث. وفي الأثناء، عانى طاقم سي أس ماكاي بينيت من مشاكل عديدة، كالمياه الباردة والمتجمدة والتيارات المائية، عكرت صفو مهمتهم.


وبنهاية المطاف، تمكنت السفينة سي أس ماكاي بينيت من استرداد جثث 306 أشخاص من ضحايا تايتنك، وأثناء انطلاقهم نحو هاليفاكس، اضطر طاقم السفينة للتخلص من حوالي 116 جثة عن طريق إرجاعها للبحر بسبب نفاد التوابيت والمواد المخصصة لحفظ الجثث.


مع نهاية مهمة جمع الجثث التي شاركت بها العديد من السفن الأخرى، تمكنت مؤسسة وايت ستار لاين من استرداد 328 جثة. لاحقا، سلمت 59 جثة منها لذويها عقب التعرف على هوياتها بينما دفن البقية بمقابر جماعية.

 

 

العربية 

اظهار أخبار متعلقة


اظهار أخبار متعلقة


اظهار أخبار متعلقة


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة