السبت 04-05-2024
الوكيل الاخباري
 

الصفدي يبحث في تركيا إقامة صندوق دولي لدعم العودة الطوعية للاجئين

3be167ea-f554-4893-aca8-1b64b79f2a73


الوكيل الإخباري - أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي حرص المملكة على تعزيز التعاون وزيادة التنسيق مع الجمهورية التركية الشقيقة.

وقال الصفدي في مؤتمر صحافي مع نظيره التركي هاكان فيدان بعد محادثات موسعة أجراها الوزيران في أنقرة، إنه بحث ونظيره التركي سبل البناء  على العلاقات التاريخية الاستراتيجية التي تجمع المملكة وتركيا، والارتقاء بهذه العلاقات إلى المستويات التي تريدها قيادتا البلدين.

وأضاف الصفدي، الذي التقى الرئيس تركي رجب طيب أردوغان، أنه يحمل تهاني جلالة الملك عبدالله الثاني إلى فخامة الرئيس أردوغان بتوليه فترة رئاسية جديدة، وهنأ فادان بتولي مهامه.

وأكد الصفدي أن "علاقاتنا مع تركيا علاقة مهمة، نرى إليها علاقة ذات أثر إيجابي كبير ليس فقط على مصالحنا المشتركة ولكن أيضاً على المنطقة برمتها، ونحن ماضون في العمل معاً من أجل زيادة التعاون وزيادة التنسيق إزاء القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك".

كما أكد الصفدي أن البلدين ماضيان في الخطوات العملية التي تسهم في تعزيز التعاون في عديد قطاعات اقتصادية واستثمارية وسياحية وثقافية. 

وقال الصفدي إنه اتفق وفيدان على أن تنعقد اللجنة الاقتصادية المشتركة في موعد قريب سيتم تحديده من الزملاء المختصين، وزيارة وفد تجاري من القطاع الخاص في تركيا المملكة خلال هذا العام لبحث سبل زيادة التعاون.

كما أشار الصفدي إلى اتفاقه ونظيره التركي مأسسة حوار سياسي بين وزارتي الخارجية في البلدين، بحيث ينعقد هذا الحوار بشكل دوري، ويسهم في وضع أجندات مستقبلية للتعاون.

وقال الصفدي "نعتز بعلاقاتنا الثنائية، ونرى أن ثمة آفاق واسعة لتطويرها بما يخدم مصالحنا المشتركة وبما ينعكس إيجاباً على بلدينا وشعبينا الشقيقين".

وقال الصفدي إن القضية الفلسطينية كانت في مقدم المحادثات، خصوصاً في ضوء العدوان الإسرائيلي على جنين. 

وأضاف الصفدي أنه ونظيره التركي دانا العدوان تصعيداً خطيرا يجب أن يتوقف.

اضافة اعلان

 

وزاد "ندعو المجتمع الدولي للتحرك بشكل سريع وفاعل لوقف هذا العدوان الذي لن يؤدي إلا إلى المزيد من العنف والتوتر الذي سينعكس على المنطقة برمتها".

وحذّر الصفدي من أن العدوان على جنين يأتي في وقت تكرس الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية الاحتلال، من توسعة للاستيطان، ومن مصادرة للأراضي، ومن محاولات لانتهاك الوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات الإسلامية والمسيحية، والتي للأردن مسؤولية كبيرة إزائها في ضوء الوصاية الهاشمية التاريخية على هذه المقدسات.

وقال الصفدي إن "التهدئة هدف نريده جميعاً خطوة باتجاه إعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة لتحقيق السلام العادل والشامل الذي لن يتحقق إلا إذا تجسدت الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران ١٩٦٧ وعاصمتها القدس المحتلة".

وشدد على أن التوتر ينتهي بانتهاء أسبابه، "والسبب الأساسي للتوتر هو استمرار الاحتلال وتكريسه والخطوات التي تقوض حل الدولتين، وتقتل فرص تحقيق السلام العادل والشامل الذي هو ضرورة إقليمية ومصلحة دولية وهدف لنا".

وحذّر الصفدي من أن "تغيير الحقائق على الأرض، ومحاولات تغيير التاريخ لن تلغي الحقيقة، وتوسعة الاستيطان ومصادرة الأراضي والمحاصرة الاقتصادية للشعب الفلسطيني لن تلغي الحق الفلسطيني بالحرية والسيادة، ولن تسهم إلا بالمزيد من التوتر".

وأكد الصفدي عبثية محاولات تغيير التاريخ وتشويهه مثل ما صدر عن مسؤولين إسرائيليين أخيراً من تصريحات استهدفت الطعن بشرعية الوحدة الأردنية الفلسطينية. وقال الصفدي إن هذه الوحدة تمت عام ١٩٥٠ بقرار شعبي في مؤتمر أريحا، واعترف بها المجتمع الدولي كله عندما انضمت المملكة في عام ١٩٥٥ بحدودها التي شملت آنذاك الضفة الغربية والقدس المحتلة. 

وأكد الصفدي "لا الإجراءات الأحادية التي تكرس الاحتلال ستغير حقيقة أن لا سلام من دون تلبية حقوق الشعب الفلسطيني كاملة، ولا محاولات تشويه التاريخ ستلغي حقيقة أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية هو احتلال لاشرعي وفق كل القوانين الدولية". وشدد على أن نهاية الاحتلال، ووقف الخطوات التي تكرسه وتقوض فرص تحقيق السلام، السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة. 

وقال الصفدي إن "الاستمرار في الاعتماد حصراً على المقاربات العسكرية لن تحقق السلام. أكثر من ٢٠ اعتداء تم على جنين هذا العام، وماذا كانت نتيجته؟ نتيجته المزيد من التوتر والمزيد من التدهور".

وأكد الصفدي "أن الأمن والتهدئة والسلام يتحققوا بوقف الإجراءات الأحادية التي تقوض السلام، وإيجاد أفق سياسي يعيد الأمل بجدوى العملية السلمية، ويعيد الثقة بقدرة المفاوضات السلمية على تلبية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق".

وشكر الصفدي نظيره التركي على مواقف بلده الواضحة والصارمة في هذا الإطار، وعلى الدعم الذي تقدمه تركيا دائماً لجهود الأردن في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في إطار الوصاية الهاشمية عليها. 

وقال الصفدي إن محادثاته مع فيدان تناولت بشكل موسع  الجهود المبذولة للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية، "ونحن متفقان على ضرورة العمل بشكل مكثف من أجل حل هذه الأزمة ومعالجة كل تبعاتها الإنسانية والأمنية والسياسية".

وأشار الصفدي إلى أن الأردن وتركيا كدولتين بين الدول التي تستضيف الأعداد الأكبر من اللاجئين السوريين  معنيتان بتحقيق تقدم في معالجة ملف اللجوء. وقال إن البلدين متفقان على أن مستقبل اللاجئين السوريين هو في بلدهم. 

وأكد الصفدي أنه "في الوقت الذي سنستمر فيه في العمل على توفير العيش الكريم للاجئين، لا بد أيضاً من أن يكون هنالك جهد دولي حقيقي لتشجيع العودة الطوعية والاستثمار في البيئة السياسية والأمنية والحياتية التي تتيح العودة الطوعية للاجئين".

وحذّر الصفدي من تراجع الدعم الدولي للاجئين ولمنظمات الأمم المتحدة المعنية باللاجئين وللدول المستضيفة، ومن النهج المتنامي الذي يحمل الدول المستضيفة وحدها مسؤولية توفير الحياة الكريمة للاجئين. وقال "هذا أمر لا يستقيم ولا بد من أن يتحمل المجتمع الدولي أيضاً مسؤولياته كاملة في توفير العيش الكريم للاجئين وتلبية احتياجاتهم".

وأشار الصفدي إلى أنه بحث مع نظيره التركي دعوة الأردن إقامة صندوق دولي لتأهيل البنية التي تسمح بالعودة الطوعية للاجئين وأكد " أننا سنستمر في بحث السبل التي تنتج آلية عمل مؤسساتية من أجل ضمان استمرار تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته إزاء اللاجئين، والعمل من أجل تأهيل الظروف السياسية والحياتية التي تتيح العودة الطوعية للاجئين".

كما أكد الصفدي إدانة الأردن المطلقة لعملية حرق نسخة من القرآن الكريم في السويد. وشدد "نحن ندين هذا العمل عملاً من أعمال الكراهية الذي يؤجج التطرف ويؤجج  التمييز، ويؤجج ظاهرة الخوف من الإسلام، ونؤكد بأن هذا عمل لا يمكن تبريره في سياق حرية التعبير".

وقال إن احترام الأديان واحترام الرموز الدينية أمر أساسي وضروري لتعزيز ثقافة الحوار والاحترام المتبادل. "نحن نحترم الآخر، نحترم ثقافته، ونحترم  رموزه، ونطلب من الآخر أن يحترم رموزنا وديننا وثقافتنا  أيضاً".

وهنأ الصفدي تركيا وجمهورية مصر العربية على عودة السفراء بين البلدين، "ونحن نشجع ذلك لأننا نحتاج كلنا أن نعمل معاً من أجل خدمة قضايانا ومواجهة التحديات المشتركة".

وأكد الصفدي، وهو أول وزير خارجية يزور تركيا بعد تولي فيدان مهامه وزيراً للخارجية، على تطلعه للعمل مع نظيره في تنمية العلاقات الثنائية وفي جهود حل الأزمات الإقليمية.