الوكيل الاخباري- وصف باحث صيني متخصص في العلاقات الدولية، خطط الولايات المتحدة لإضعاف مكانة روسيا في سوق الطاقة الأوروبية بمساعدة الغاز المسال بأنها "يوتوبيا".
وكتب دونغ يى، الباحث في معهد الدراسات الأوروبية بالأكاديمية الصينية للعلاقات الدولية المعاصرة، في صحيفة "هوانكيو شيباو" قائلا إن إدارة جو بايدن، وفقا لتقارير إعلامية أمريكية، تبحث مع قطر ودول أخرى في الشرق الأوسط زيادة إمدادات الغاز المسال إلى أوروبا من أجل "القضاء على اعتماد" القارة على الغاز الطبيعي "الوقود الأزرق" الروسي.
ولفت الباحث الصيني إلى أن هذه، ليست المرة الأولى التي تطلق فيها واشنطن "الاستيلاء الاستراتيجي للحلفاء"، ما يساهم في "فصل" الطاقة الأوروبية والروسية، وبهذه الطريقة، وضعت الولايات المتحدة خلال الحرب الباردة، العراقيل أمام التعاون في مجال الطاقة بين الدول الأوروبية والاتحاد السوفيتي.
وقال الخبير بهذا الشأن: "هذه المرة، تأمل الولايات المتحدة في منع التعاون في مجال الطاقة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا بواسطة "تدابير صغيرة" من خلال "العمل كجسر" بين حلفائها. ومع ذلك وبالنظر إلى الظروف الموضوعية لصناعة الغاز، سيكون من الصعب جدا على أمريكا السيطرة على روسيا بالغاز".
وأشار الباحث الصيني إلى أن نقل الغاز يعتمد على البنية التحتية المناسبة، في حين أن النقل بين المناطق مكلف ومحفوف بالعديد من المشاكل الفنية. وفي الوقت نفسه، نظرا لمشكلة تكلفة صناعة الغاز المسال، من الصعب تحقيق نفس الأسعار ومستويات العرض مثل الغاز الطبيعي بواسطة خط الأنابيب، لذلك لا يمكن إلا أن يلعب ذلك دورا إضافيا.
ورصد صاحب المقال أن الطلب المتزايد على الغاز في شرق آسيا دفع بالمنطقة لتصبح قوة رئيسة في الاستهلاك العالمي للغاز المسال، كما أنها تتضمن المزيد من "الرسوم الإضافية للغاز الطبيعي الآسيوي" أكثر من تلك الخاصة بالمستهلكين الأوروبيين والأمريكيين.
كما زادت الدول الأوروبية وارداتها من الغاز المسال بشكل كبير، ولكن بالمقارنة مع خطوط الأنابيب الروسية للغاز الطبيعي، فإن هذه العملية لا تزال غير مربحة، بحسب الباحث.
على سبيل المثال، يعني انتقال قطر إلى سوق الغاز "من آسيا إلى أوروبا" أنه يجب على الدول الأوروبية تزويد قطر بشروط أسعار أفضل من آسيا، فيما سيستغرق الأمر عدة سنوات للبنية التحتية القطرية والجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في سلسلة التوريد، وسيتم تضمين التكاليف المقابلة في سعر إمدادات الغاز، ما سيزيد من إضعاف قدرتها التنافسية فيما يتعلق بالمواد الخام المصدرة من روسيا.
لذلك، يؤكد الخبير الصيني أن "استخدام الغاز الطبيعي المسال لإضعاف، أو حتى تغيير مكانة شركة "غازبروم" الروسية في سوق الطاقة الأوروبية، وكذلك لتحقيق هدف طويل الأجل لاحتواء موسكو ومحاولة فصل أوروبا عن روسيا، ليس سوى يوتوبيا".
ووصف الباحث الإجراءات الأمريكية بأنها تمثل تدخلا سياسياً في شؤون السوق من أجل أهدافها الجيوسياسية، الأمر الذي يؤثر بشكل خطير على التوقعات المستقبلية للمنتجين والمستهلكين والمستثمرين في قطاع الطاقة.
ويخلص الكاتب إلى أن "هذا الأمر ليس عديم الفائدة فقط لحل مشكلة العرض المحدود في سوق الطاقة العالمية، بل على العكس، سيضيف المزيد من عدم اليقين إلى السوق وإمكانيات العرض".
المصدر: روسيا اليوم
-
أخبار متعلقة
-
الين يصعد مع تضخم أسعار الجملة باليابان وترقب بيانات أميركية
-
ارتفاع أسعار النفط بعد بيانات صينية
-
ازدياد حالات إفلاس الشركات في فنلندا
-
ارتفاع أسعار الذهب عالميا
-
انخفاض مؤشرات الأسهم الأميركية
-
هل سيتم إلغاء الليرة؟.. المركزي السوري يكشف عن العملة المعتمدة للتداول
-
أسهم أوروبا تتجه لتحقيق مكاسب لثامن جلسة على التوالي
-
الذهب يرتفع عالمياً مع ترقب الأسواق لبيانات التضخم الأمريكية